الجمعة، 30 يونيو 2017

عيد "العرفج" في بريدة


من خلال متابعتي لسناب عامل المعرفة الدكتور "أحمد العرفج" أثناء قضاء العيد في "بريدة" مع أبناء عائلته الكريمة، لاحظت بعض الجماليات في تلك المعايدة، والتي تدل على المعنى الحقيقي للعيد وفرحته وبهجته.
من وجهة نظري بأن الانسان الكبير سواءً العم أو الخال لابد أن يكون مصدر فرح وسعادة للأطفال الصغار من أبناء أقاربه، وأن يكون أكثر قربًا لهم، وإذا لم لديه استعداد لذلك، فالأفضل له أن يبتعد، لأن بعض الكبار دومًا يُحب أن يأخذ دور الآمر والناهي والواعظ والمتسلط والموبخ وصاحب الصوت العالي والمخيف الذي تخاف منه الأطفال، ويعتقد أنه سيقلل من قيمته وهيبته ومكانته، إذا صنع الفرح والبهجة والرقص معهم وتشغيل الموسيقى، وأنا أجزم بهذا الكلام.
هذه فئة مريضة نفسيًا ومعقدة، ولا يعلمون بأنهم بهذه الطريقة يكونوا قدوة للصغار بطريقة غير مباشرة، لأن الأطفال حينما يرون العم أو الخال معهم بهذه الروح الجميلة وقريب من احتياجاتهم التي تتناسب مع مراحلهم العمرية سيكون مرجع لهم في كل شيء، وربما يفضفضون لهم بما في داخلهم من أسرار، خاصة حينما يبدأون في المراهقة والبلوغ وبعض الجوانب الخاصة التي لربما لا يستطيعون البوح بها لوالديهم.
أيضًا سيقتدون به في الأخذ بجميع اهتماماته سواء في القراءة أو الثقافة أو الرياضة أو أي شيء اجتماعي، خاصة لما يكون هذا العم أو الخال طيب النفس وشخص يسمح لهم بإبداء الرأي والمناقشة وتبادل الرأي والاستماع لهم وترك مساحة من الحرية في الحديث.
أنا أعرف بعض الأصدقاء لديهم أعمام صنعوا لهم النكد والزعل باحتراف، وبالتالي لا يتذكرون منه أي لحظة بهجة وسعادة صنعها لهم، ولا حتى مشاعر حب ولا زالوا حتى الآن على عداوة معهم من شدة القمع والتهديد وخلق النكد والوحشية لدرجة التحكم في جلوسهم، ولا يعطيهم أدنى اهتمام أثناء حديثهم، بل ويستلذ أنه يهينهم وبالتالي أصبح بينهم حائط وجدار لا يمكن إزالته.
في نفس الوقت إنني لم أكن أتصور ما رأيت.. حيث دومًا ما أسمع بأن المجتمع في منطقة "بريدة" شديدة التحفظ، لأنه لم يسبق لي زيارة المنطقة، ولكن سناب عامل المعرفة "العرفج" لـ "بريدة" الجميلة أعطاني فكرة أجمل، وإن شاء الله أتشرف بزيارة المنطقة التي هي جزء غالي من بلدي.
نبيل حاتم زارع