استكمالاً لمقالة "السعادة والتعرفج" ومعايير السعادة المختلفة لكل فردٍ منا في المقال السابق، كنت قد ذكرت افطار الدكتور البسيط ووعدت بوقفة وفي الحقيقة هو رأي أُبديه كمتابع ونقاط خرجت بها من هذه الفقرة التي يشاركنا إياها الدكتور أحياناً.
فعلى خلاف المشاهير الذين ينتقون بعناية إظهار أجزاء من حياتهم اليومية ويغلب عليها طابع الرسمية والفخامة ، نجد أن الدكتور لايجد غضاضةً في نقل افطاره المنزلي صوتاً وصورة الخالي من التنسيق والزخرفة..، فلا نرى القهوة الداكنة، ولا وردةً ملقاةً على طاولة الطعام ، بل اصنافاً محدودة وغير متكلف في إعدادها، ناهيك عن أشكال وألوان الأطباق التي تتضمن جميع ألوان القوس قزح أحياناً.
أن تبدأ السنابة بشكر الله وبسعادة لأمرٍ نعتاد القيام به يومياً وكأن العرفج يقول أن مفاتيح البهجة متوفرة في أقل الأشياء من منظورنا ولكنها عظيمة في معناها ،، ولو إقتصر ذلك المعنى على توفر تلك الوجبة لكفى!
الدكتور يعرف يقيناً بأن جملةً من المنتقدين المتصيدين لكل ماهو مستنكراً عليهم -وكأن غيرهم لابد وأن يكونوا نسخةً منهم - سيجدون فرصةً في إلقاء عبارات الإستنقاص والسخرية منه ويتضح ذلك بجلاء حينما يذكر هو بعضاً منها كأمثلة لمتابعيه ، وهو كمن وضع فخاً ليصطاد به المتنطعين والفارغين ليخرج منهم بفائدة لهم ولغيرهم، ويتضح ذلك في سناباته التالية ويكون بذكره لما استقبله من سيل الانتقادات بكل رحابة صدر معلقاً بإختصار وبسخرية مؤدبة ، فالعرفج يذكر ماقالوه له سلباً وفي العلن وأخلاقه تمنعه أن يشهر بأي أحد منه لذلك يخرج المتابع بفائدة الثقة في النفس والشجاعة وثقافة الحوار المتحضر مع المخالفين .. كل ذلك في كلمة ورد غطاها ، فالدكتور اذكى من ان يضيع وقت متابعيه في مسألة شخصية وفي عين الوقت يشعر المخالفين له بقلة حيلتهم وان يفكروا مراراً كيف لهم أن يأثروا على مزاج متعرفج في الأساس!
نقطة اخرى لمستها من فقرة فطور العرفج وهي زرعه وببراعة لرابطٍ عاطفي بينه وبين متابعه بالتبسط ، فمن يخاطبك وهو على فراشه وأول يومه ومن ثم على مائدة إفطاره إلى كتبه ونشاطاته اليومية ..يشعرك بأنك من المقربين لديه فلا تملك إلا إحترامه وتقديره .
ومضة:
قال احدهم " إن جعل البسيط معقداً هو أمر شائع،
ولكن جعل المعقد بسيطاً ، فهذا هو الإبداع"
بقلم:
وليد السنابي
وليد السنابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق