الأحد، 27 نوفمبر 2011

القَول المَشروع حِين التَّوقُّف أسبُوع ..!

السبت 12/11/2011
أحمد عبد الرحمن العرفج

أحيَاناً يَتوهَّم المَرء أوهاماً تَضرّه، ويَجب –عِندئذٍ- أن يَتعوّذ مِن الشَّيطان الرَّجيم، حتَّى لا تَجري مِنه هَذه الأوهَام مَجرَى الدَّم، كَما الشَّيطان.. فمَثلاً: قَد يَتصوّر شَاب أنَّه وَسيم؛ ومَا هو بوَسيم.. وقد يَتصوّر آخر أنَّه سَاخِر؛ وهو لَيس كَذلك.. كَما أنَّه قَد تَتوهّم امرَأة بأنّها فَائقة الحُسن والجَمَال والدَّلَال؛ و"هي مِن جنبها".. لذلك يَقول أهل المَعرفة: (إذَا جَلَسَتْ امرَأتَان فإنَّه في الوَاقِع هُناك ستُ نِسَاء، وهُنَّ: المَرأة كَما تَرى نَفسها، والمَرأة كَما هي، والمَرأة كَمَا يَرَاهَا النَّاس).. لذَلك يَكون مَحصول السيّدتين الجَالستين لوَحدهما هُما -في عِلم المَعرفة- ستُ نِسَاء -كَما قِيل-..!
وصَاحب هَذا القَلَم وَقَع ضَحيّة هَذا الوَهم، وإليكُم الحكَاية:
مُنذ عَشرِ سَنوات وأنا أكتُب في جَريدة "المَدينة" كِتَابة شبه يَوميّة، وأكلتُ مَقلباً في نَفسي، وظَننتُ أنَّني مِثل الأُستاذ "محمد حسنين هيكل" في العَالَم العَربي، أو مِثل "توماس فريدمان" في أمريكَا، أو حتَّى الأستاذ "فؤاد الهاشم" في الكويت، ولَكن يَا لخَيبتي، فإنَّ هَذا الوَهم تَبدَّد وطَار -كَما طَارت فلُوس المُساهمين في سوق الأسهم-..!
حقًّا.. لقد تَبدَّد هَذا الوَهم عِندَما تَوقفتُ عَن الكِتَابة لمُدَّة أسبوع؛ في هَذا العيد، وللأمَانة، لَم يَفتقدني أحد، ولَم يَسأل عنِّي أحد سوَى وَالدتي –حَفظها الله ورَعاهَا- وهي لا تَقرأ ولا تَكتب، ولَكنّها افتَقَدَتْ صورة "الولد المربرب" المُسمَّى مَجازاً: "المَندي المُنتظر"..!
أكثَر مِن ذَلك، بَل هُناك مَن رَحَّب بتَوقّفي، فهَذا الصَّديق المُشاغِب "محمود صبّاغ" يَقول في تويتر: (مِن بَركَات 2011م سقوط القذافي ومبارك؛ وبَعض الأنظمَة العَربيّة، وأيضاً تَوقُّف أحمد عَن الكِتَابَة)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يا أيُّها الزُّملاء، الكُتَّاب الفُضلاء، احذَروا أن تَأكلوا مَقلبا في أنفسكم، فتَكونوا كالدّيك الذي يَعتقد أنَّ الشَّمس تُشرق لكي تَسمع صياحه، فقد تَوقَّف "العَرفج" أسبوعاً (ومَا أحد جَاب خَبَر)، ورَحَلَ "هيتلر" واستمرَّت الكُرَة الأرضيّة تَدور، ومَات "آينشتاين" واستمرَّ العِلْم والوَعي..!
يا قَوم: إنَّها عَجلة الحَياة التي لا تَعبأ ببَقاء أحد، أو رَحيل أحد، بَل إنَّ جَريدة "المَدينة" أحلَى بدُون هَذا الأضخَم المُسمَّى "أحمد الأغوَى".. وإذَا أردتم أن أزيدكم مِن الدِّيوان قَصيدة، فإنَّ الحَيَاة بدُون صَحافة أجمَل وأبهَى..!!!

رَدُّ الاعتبَار في سَرقَة الأفكَار ..!

السبت 19/11/2011
أحمد عبد الرحمن العرفج
حقًّا.. لقد ذُقتُ الملذات، وطعمتُ المَطعومَات، وانغَمستُ في الطيّبات والمُباحَات، ولَم أجد أجمَل وأمتَع وأنفَع وأروَع مِن التَّجوّل في عقُول الرِّجَال، ومَا بِها مِن عَطاءَات وإبدَاعَات..!
والحَقيقة أنَّ المَرء يُذهل عِندَما يَجد هَذا التُّراث الفِكري؛ الذي أنتَجته البَشريّة عَبر عصُورها.. ومَع ذَلك يَأتي مَن يَقول: مَاذا أقرَأ، ولَيس في المَكتبة كِتَاب يَستحقُّ القِرَاءة؟! هَذا صنف.. وهُناك صنف أسوَأ مِنه وأكثَر غَباءً؛ وهو الصّنف الذي يَقرأ للآخرين؛ وبَعد مُدّة ويستفرغ مَا قَرأه عَلى الوَرق في شَكل مَقَال، أو تَغريدة في «تَويتر»، أو مُشاركة في «الفيس بوك»، وينسب هَذا الإبدَاع لنَفسه.. ونَظراً لأنَّ هَذا الفعل «قَبيح بَجيح»، فإنَّني أعمد –دَائماً- إلى الشَّواهد، وأذكر المَقولات مَنسوبة لأصحَابها، إذ مِن الحَمَاقة أن تَقرأ شَيئاً للآخرين، وتَتقيّأه عَلى الوَرَق، وتُوهم القُرَّاء بأنَّك صَاحب «هَذا الفِكر الرَّائع»..!
مِن هُنا أذكر المَقولات مَمزوجة بأسمَاء أصحَابها.. فمَثلاً: لَو تَكلَّمتُ عَن الضَّحية، سأستشهد بمَقولة الأديبَة «بثينة العيسى» التي تَقول: (نَحنُ ضَحايا أنفسنَا، الآخرون مُجرَّد حجّة)..!
وعِندَما أتحدَّث عَن طَبيعة البَشر، سأذكر مَقولة الأديبة «ناديا السيد» التي تَقول: (مِن عَجائب الأخلاق البَشريّة: عِندَما تَكون عَلى حَق «لا أحد يَتذكَّر»، وعِندَما تَكون عَلى خَطَأ «لا أحد يَنسى»)..!
وإذَا تَحدَّثتُ عَن الحَظ، سأستشهد بمَن أبدَع في دراسة النَّفس البَشرية؛ ألا وهو «د. علي الوردي» القَائِل: (سوء الحَظ هو عُقدة نَفسيّة)..!
أمَّا إذَا تَحدَّثتُ عَن المَلَل، فلَيس أمَامي إلَّا الأديب «باولو كويلو»، الذي يَقول: (المَلَل لَيس في العَالَم، بَل في الطَّريقة التي نَرَى بِهَا العَالَم)..!
وفي عَالَم تَقييم المُتحاورين والمُستفهمين؛ لَيس أمَامنا إلَّا مَقولة «فولتر»، التي صَرَّح فِيها قَائلاً: (تَستطيع أن تَحكم عَلى الإنسَان مِن أسئلته، أكثَر مِن أن تَحكم عَليه مِن أجوبته)..!
وأخيراً طَالما أنَّنا في عَصر «الإعلام»، وأردنَا الحَديث عَن «الأخبَار السيّئة»، فلَيس أمَامنا إلَّا المُفكِّر «دوغلاس آدمز»، الذي يَقول: (لا شَيء يُنتقل أسرَع مِن الضَّوء سوَى الأخبَار السيّئة، فتلك لَها قَوانينها الخَاصَّة)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ الكِتَابة فرُوسيّة ورجولَة، ومِن العَيب أن يَقرأ المَرء لغَيره ثُمَّ ينسبه لنَفسه، ومِثل هَذه الأفعَال الرَّديئة مَوجودة بَين الكُتَّاب ومُتعاطي مَواقع التَّواصل الاجتمَاعي، مثل: «تويتر» و»الفيسبوك».. هَذه المُمارسات، وإن كَان القَانون لا يُعاقب عَليها، فإنَّ دستور الرّجولَة، وقَانون الفروسيّة، وتَعاليم الأخلاق، «كُلّ هَذه الأجهزَة الرّقابيّة» تَرفضها، وتَحتقر مُمارسيها..!!!

أحمد العرفج المُختلّ عقليًّا ..!

أحمد العرفج المُختلّ عقليًّا ..!
الأحد 10/10/2010
أحمد عبدالرحمن العرفج
جَرى العُرف أنَّني اشاكس «كِتابيًّا» بالمرأة بين الفينة والأخرى، مِن خلال تَشبيهها أحياناً بـ»النَّملة أو الدَّجاجة أو البَقرة»، لأنَّها أوسع أُفقاً وأكثر تَحمُّلاً مِن الرِّجَال، الذين لا تَختلف عقولهم عن الأزقّة الضّيقة في جُدَّة القَديمة..!
وتُدهشني المرأة -دائماً- بجَلَدها عَلى المُناقشة والجَدل، والاختلاف الحضاري، ولا عَجب في ذلك، لأنَّ المرأة تَتحمَّل آلام الحمل والولادة، والدَّورة الشَّهريّة، إضافةً إلى غبن المُجتمع الذّكوري، الذي يَعتبرها شيئاً ثانويًّا، وليتنا نبدأ بالتَّدرُّب على التَّحمُّل.. ولأنَّني أمون على الكَاتِبين العزيزين «محمد الرطيان» و»عبدالله الجميلي»؛ أقترح عليهما ربط «بلكَّة» أو طوبة على بطنيهما، وإن لم تنجح الفِكرة، فليس أمامهما إلَّا الذِّهاب إلى الحقل على خُطى أجدادهما، ليُعاقرا «المسحاة» حتَّى يزيد أفقهما اتّساعاً، ويُصبحا مِثل المَرأة التي نُلقي باللائمة عليها؛ في كُلِّ سلبيّات حياتنا..!
هذه هي نَظريّتي عن النِّساء، مِن خلال ما يَصلني مِنهنَّ مِن ردود أفعال ومُداخلات، لكن «امرأة أعمال» اسمها «غادة عباس غزاوي» لم تَتحمَّل تشبيهاتي، وأَخَذَتهَا عَلى محمل شَخصي، حيثُ قالت في العدد 214 مِن مجلِّة «رؤى» العكاظيّة: (للأسف الشَّديد يُعتبر هذا الشَّخص مِن فِئة النَّكِرة، ولا يَستحق أن يَتكلَّم عنه بَشر، وكُلّ غرضه ممَّا قاله أن يَشتهر، ويتحدَّث عنه النَّاس.. وتَحدَّت «غزاوي» الكَاتِب قائلة: إذا كان رَجُلاً وعند كلامه؛ فليَثبُت على رَأيه ولا يَعتذر إطلاقاً، لكن مِثل هذا الشَّخص؛ والكَلام الذي ذَكره، لن نَصمت عليه إطلاقاً نَحنُ سيّدات المُجتمع السّعودي، ويَجب أن يَعلم أنَّه حينما نَعت السّعوديّات بالأبقَار، فهو بالتَّأكيد عمَّم كَلامه، دون أن يُخصِّص فِئة معيّنة، ويَجب أن يَعلم أنَّ المرأة السّعوديّة تَتمثَّل في الأُمّهات السّعوديّات، فهل مِن المعقول أن يَكُنَّ جميعهن أبقَاراً..؟! وأضافت: القضيّة ليست امرأة تُدافع عن نَفسها مِن لقب نُعتت به، أو شخص مجنون تَحدَّث بما لا يُصدِّقه عَاقِل، بل قضيّة كُلّ صَاحب ضَمير، رَجُلاً كان أم امرأة، فكيف بِكُم -يا مَعشر الرِّجَال، ويا معشر النِّساء- تَقبلون أن يُقال عن أُمّهاتكم «أبقاراً» واللوم ليس على «العرفج» وحده، بل يَجب أن يَنال الصَّحيفة، وكُلّ مَن ينشر لهذا المُختلّ عقليًّا، فإذا كان المُتحدِّث مَجنونا فالمُستمع عَاقِل.. وخَتَمَت قَائلة: أنا حَزينة جدًّا على والدة «العرفج» بالفعل هي مسكينة لما ذَكره عنها ابنها)..!
حَسناً.. ماذا بقي..؟!
بقي القول: إنَّ هذا ما قالته السيّدة «غادة» والحُكم عليه ليس بيدي ولا بيدها، بل هو شأنٌ خَاص بالقُرَّاء، الذين قَرأوا المقالتين البقريّتين، بينما هي لم تَقرأهما، ولو عَلمت السيّدة «غادة» أنَّ عُلمَاء النَّحو يقولون: بأنَّ النَّكِرة تُفيد العموم، فربَّما استكثَرت عليَّ هَذا الوَصف الجَميل أيضاً..!

الجمعة، 4 مارس 2011

الكاتب أحمد العرفج .. يصرّعلى إبقاء المرأة " بقرة " بلا عمل

تناول الكاتب أحمد عبدالرحمن العرفج في مقاله المنشور في جريدة المدينة " الرَّابضات في قلوبنا ..!", إشكالية عمل المرأة في المملكة.

وعلّق علي ذلك ساخرا: " بَقي التَّصدي للمُتشدِّقات بذَريعة تَحقيق الذَّات مِن النِّساء، اللاتي يُطالبن بالعَمل، فلم نَسمع ببَقرة خَرجت للعَمل لتَحقيق ذَاتها، وإنَّما حَقَّقت ذَاتها بإنتاج الحَليب، وتَربية العجول، كما أنَّ الدَّجاجة حَقَّقت ذَاتها بإخراج البيض، ولم تُطالب بالعمل كَاشيرة، أو تَتقدَّم لمجلس شورى الدّيوك لقيادة سيّارات مَزارع الدَّواجن..!". 

وقال الكاتب: "كُنتُ إلى عهدٍ قَريب مِن أنصار عَمل المَرأة، ومِن المُحبِّذين لخروجها لتَكسب قوت يومها بكدِّ عَرقها، وما ذَاك إلا لفَضل العَمل، وفَضيلة التَّكسُّب..! كُنتُ هَكذا أرَى، ولكنَّني مَع صراع القَوم فيمَا سُمِّي بمُعركة الكاشيرات، وغَزوة التَّلاحُم الجَسدي، أحببتُ أن أدلو بدَلوي وكأنَّني في «صحراء قَاحلة»، رَغم أنَّه لَم يُطلب منِّي، لأُعلن مِن هَذا العَمود أنَّني ضد عَمل 

القول الوجل في بقرية المرأة وثورية الرجل!


حين كتبت عن الرجل الثور، لامني قوم وأصدقاء، وأحباب وأعداء، إذ كيف أكون رجلا «والرجال كثير»، ومع هذا أسب الرجال؟! وها أنا أقول -بارك الله في حروفي ومقالاتي- بأنني لا أنتمي إلا إلى قبيلة بني حيوان، تلك القبيلة التي لا تسرق، ولا تفسد، ولا تنهب، وأتحدى من يثبت لي أن حيوانًا واحدًا من الممكن أن يسأل عما يحدث من أضرار بسبب سيول جدة، كما أتحدى من يقول أن أيا من حيواناتي الكريمة قد تورط في سرقة أي بالوعة، أو مناقصة من تلك المناقصات التي تعتمد لتطوير المدن، وتصريف المياه.
ولو عدنا إلى عتاب الأصدقاء، ونقد الأحباب، حين شبهت الرجل بالثور، أقول لو عدنا لذلك، لوجدنا أن معهم بعض العذر في قلة الرومانسية، وتناقص الإيتيكيت، وضعف المشاعر، وانحسار الأحاسيس، ولك أن تتخيل أن ثلاثة أرباع الموظفين في بلادنا هم من يعملون في حقل التعليم، وحياة المعلم هي كالتالي: إنه كائن يصحو فجرًا كـ«الديك»، ثم ينطلق للمدرسة نشيطا كـ«الغزال»، و«يكرف» ويعمل هناك كـ«الحمار»،

بقر العرفج والحريم !!



علي بن عبدالكريم السعويإذا أردت أن تنتقد فهذا حق مشروع للجميع ولكن بشرط عدم الدخول في أعماق الشخصية بشكل فاضح ومهين بل يكفي كما يقال من القلادة ما أحاط بالعنق. فالنقد هو السلم الصحيح الموصل للحلول الناجعة والفعالة. المشكلة حينما يخرج النقد عن مساره ويصل إلى حد التجريح والخوض في تفاهات وترهات بقصد الإستهزاء والسخرية. 

كاتب أجد نفسي معجبا بقلمه وسلاسة كلماته وقدرته على تطويع الحروف وفق مايريد ويشتهي , لكن على مايبدو أنه 

العرفج برناردشو


الأدب الساخر أدبٌ هادفٌ ملتزم، يتميّز بالوعي الشديد، والذكاء، والعمق، والحساسية، والنبل، مهما بلغ كاتب الأدب الساخر من سخريته، فإنه حريص على استخدام لغةٍ عاليةٍ، وأسلوبٍ فني راقٍ يكشف عن مستوى الكاتب، ومصادر ثقافته، عندما يكون الشيء مُضحكًا أبحث عن الحقيقة المختفية، أن كل طُرفة هي كلمة مخلصة من أجل الحقيقة..‏ حيث تظهر الكثير من الحقائق في ثوب الفكاهة وتلمع الفكاهة في ثوب الحقيقة.. الأستاذ أحمد العرفج رشة كوميديا، تسري في قلمه فجائية التعليق الساخر، فهو يمضي بالقارئ على مهل؛ حتى يتفاجأ بمطب الكلام المقلوب الساخر الباسم، لا يستثني أحدًا من دغدغة الحكي الممزوج بالمزاح اللفظي، من المسؤول إلى السائل، ومن الرجل إلى المرأة، ومن المزايا إلى العيوب، ومن الإنسان إلى