الخميس، 15 سبتمبر 2016

"العرفج".. نهر متدفق

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
حياك الله يا دكتور/ أحمد ..
و كل عام و أنت بخير
ثم اعلم يا سيد الناس أنني مازلتُ متعرفجاً منذ أن بدأتُ أقرأ و أسمع لك و ( و الله ما أروعك )) يا أيقونة الفرح و السعادة و الإيجابية ..
أخي الكبير/ أحمد العرفج أنتَ في عيني اليوم تطبيقٌ عملي لكتاب الشيخ/ عائض القرني (( لا تحزن )) مع أنك نسيجُ وحدك (( كما قالت العرب )) و سيرتك المكتوبة و الأسماء التي ذكرتها شهودٌ على حالة العرفجة التي وهبك الله إياها فقد تدفقتَ نهراً عذباً على كل من قرأ لك أو سمع و شاهد و هذا مقال الدكتور/ حمود أبو طالب بيننا (( العرفج ، فأما اليتيم فلا تقهر )) صكّ غير شرعي و شهادة لك من كاتبٍ كبير مكرمٌ اليوم من قبل وزارة الحجّ على مستوى التضاهرة ..
و عموماً و الله أنني أدور في فلك (( العرفجة )) منذ ذلك اليوم الذي شرفتُ فيه بالسلام عليك في منزلك العامر و الحقيقة أنه من قبل ذلك اليوم بكثير ..
و لا تظن أبداً أنني عندما أرسلتُ لك رابط كتابك المسموع بأنني تذكرتُك الآن (( لا و الله )) فقصة رابط الكتاب هي أنني أنشرُ الفرح باسمك في كل مكان مع أصدقائي المبتعثين و اليوم عندما وجدتُ الرابط أرسلته لصديقة لي هنا في أمريكا (( أم وليد و هي سيدة خمسينية )) من متابعي نتاجك و قد وجدتْ كتبك عندي و أخذتها تقرأ فيها لدرجة وصلت بها أنها عطلتني عن إيصالها لمكتبة الكونجرس فقلتُ لها اليوم وجدتُ اليوم رابطاً لكتاب (( من نواصي أبو سفيان العاصي )) بصوتٍ جميل ، فأرجوك هات الكتب فقالتْ إرسل الرابط أولاً و أعطيك الكتب و من شدة فرحي و فرحها أرسلته لك ، و إلا فإنني أعلمُ تماماً أن رابط الكتاب موجودٌ عندك و هو من بنات أفكارك و لكنه الحظ الكبير أن أتواصل معك (( فحياك الله يا غالي )) و أنا متابع لسناباتك و أعلمُ أنك اليوم في أوربا و نحن ننتظرك هنا في بلاد العمّ سام (( الولايات المتحدة )) فقد وعدتنا بذلك و كلنا شوقٌ إليك فلا تنسى يا حبيبنا أن تضربَ لنا موعدا ..
و هي فرصةٌ أيضاً أن أُبلغكَ سلام و تحيات الدكتور/ محمد العيسى (( الملحق الثقافي )) فقد كنا في سيرتك الحسنة عندما زرته مؤخراً بمكتبة في العاصمة واشنطن ..
و أخيراً أعترفُ و أعتذر لك عن التقصير في التواصل (( فهذا أنا )) دائماً مقصرٌ و لكنني و الله مستمتعٌ بمتابعة الجميع و خصوصاً أهلُ الفرح و الأمل و البهجة و السرور أمثالك ..
أكرر كل حُبِّي لك و سلامي و تحياتي الصادقة و أشكر الله على هذه الغلطة عندما أرسلتُ لك الرابط بالخطأ لإن هذه الغلطة شجعتني أن أُلقي عليك التحية في (( بعض كلمات )) و أن أحييك كما ينبغي أن يُحيا الكبار ..
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
بقلم: خضر العمري

زواج "العرفج" من "السعادة"

هذا ما قلته وادعيته يا دكتورنا العزيز احمد العرفج في مقالتك الاخيرة؛ هل العيد نكبة !؟ ( ١٢ سبتمبر، ٢٠١٦).
انني متأكدة يا سيدي ان لك صيغة كيميائية لإكسير السعادة، انها ليست مجرد كلمات وأفعال نرددها، رغم أنني أحب ماتفعله من ترديد وتفعيل للسعادة، ولكنك كسفير للسعادة، فإنه ملزم عليك ان تفشي سر صيغة هذا الإكسير!! وإلا ستكون عبارات السعادة عبارات تردد فقط.
و كما قال ايدكارت هارت في كتابه قوة اللحظة او الحاضر (the power of now ) يجب ان تحاول ان تصل الى اللاتفكير والتنوير لتصل الى الإبداع الفكري المطلوب والتحكم النفسي في المشاعر، وهي مهمة ليست بالسهلة، حيث يجب ان تدرب عقلك على ان يتوقف عن التفكير عبثا من غير توجيه ممنهج وموّقت ولكن فقط عندما تريد انت ذلك..... بعدها تدخل في عالم التنوير، عالم البعد الخلاق، وهذا العالم او لنقل الوسيلة، هي وسيلة المواصلات والتي ستكون وسيلتك الى معرفة الاله ومنه الى معرفة السعادة،
فبالتنوير هذا وبتحكمك لعمل العقل ( الفكر) قد تصل الى الصفاء الروحي والطمأنينة والابداع وقمة الإيمان. نعم الإيمان!!!!! فبعدما تربي نفسك على تلك هاتين الخصلتين فسيكون وعيك وروحك متصلان يصلان بك الى سمو روح الاله فيك.
بعدها على ماأظن...... سترى السعادة في كل شي؛ في نقرة عصفور الهدهد على شباكك، في كوب الشاي مع البسكويت في منتصف الليل، مع نسمة ريح عليلة تداعب شعرك، مع سحابة صغيرة تمازح الشمس، او مع معزوفة موسيقية رقيقة بلغة غير لغتك ولكنك تعشقها وتعشق كلماتها وانت لاتفهمها......وهكذا دواليك!!!
بقلم: لمياء الشريف

السبت، 3 سبتمبر 2016

خصوصية عصير "العرفج" - الحلقة الرابعة

تعليقاً على كلام "عامل المعرفة" في السناب بعدما أزعجه المتابعين -فترة انشغاله- بالسؤال عنه، قائلين: "وينك وينك"؟
أقول يا دكتور وأنت الأعلم مني بهذه الأمور، أنك أصبحت كقهوة الصباح للبعض، وللبعض الآخر كبوصلة ليومه منها ينطلق.
وفي الحالتين هما دليل محبه وارتباط وجداني نجحت في تحقيقه وبمهارة، والكثير غيرك يحاول ويحاول من مشاهير السناب ليصلوا لجزء مما وصلت إليه دون جدوى، حتى أن البعض منهم يوزع هدايا عينية لمتابعيه من وقت لآخر، أو أن يمنحهم تخفيض معين باسمه في متاجر محددة، يعني شيء مقابل شيء.. يعني ماديات.. يعني تبادل مصالح، وهذا ما لم تفعله أنت!
والنفس البشرية تواقة إلى من يبادلها النصح والتفاعل والحب دون مقابل كما تفعل أنت، لذلك أنت نجحت وهم لا.
أيضاً نقطة أخرى:
كنت قد ذكرت أنك تستاء من الملاقيف الذين لا ينفكون بالسؤال عن نوع الطعام أو العصير (هذا درس لهم وتهذيب)، واليوم وبدون أن يسألك أحد منهم تُشير إلى عصيرك وتذكر محتوياته (من باب يجرح ويداوي)، وهذا دليل قلبك الكبير، واحترامك لفضول متابعيك؛ حتى وإن تدخلوا فيما لا يعنيهم!
لذلك يا دكتور أنت مختلف، ومحبة الناس لك لها أكثر من مبرر وسبب، ونعليقاتي ليست مداهنة أو مجاملة لك أو أن تكون مقالاً، ولكن لتعلم أن هناك من يقدر ويفهم ما تُقدمه.
حفظك الله ومتعك في حلك وترحالك..
بقلم:
وليد السنابي

الأحد، 28 أغسطس 2016

فطور "العرفج" - الحلقة الثالثة

استكمالاً لمقالة "السعادة والتعرفج" ومعايير السعادة المختلفة لكل فردٍ منا في المقال السابق، كنت قد ذكرت افطار الدكتور البسيط ووعدت بوقفة وفي الحقيقة هو رأي أُبديه كمتابع ونقاط خرجت بها من هذه الفقرة التي يشاركنا إياها الدكتور أحياناً.
فعلى خلاف المشاهير الذين ينتقون بعناية إظهار أجزاء من حياتهم اليومية ويغلب عليها طابع الرسمية والفخامة ، نجد أن الدكتور لايجد غضاضةً في نقل افطاره المنزلي صوتاً وصورة الخالي من التنسيق والزخرفة..، فلا نرى القهوة الداكنة، ولا وردةً ملقاةً على طاولة الطعام ، بل اصنافاً محدودة وغير متكلف في إعدادها، ناهيك عن أشكال وألوان الأطباق التي تتضمن جميع ألوان القوس قزح أحياناً.
أن تبدأ السنابة بشكر الله وبسعادة لأمرٍ نعتاد القيام به يومياً وكأن العرفج يقول أن مفاتيح البهجة متوفرة في أقل الأشياء من منظورنا ولكنها عظيمة في معناها ،، ولو إقتصر ذلك المعنى على توفر تلك الوجبة لكفى!
الدكتور يعرف يقيناً بأن جملةً من المنتقدين المتصيدين لكل ماهو مستنكراً عليهم -وكأن غيرهم لابد وأن يكونوا نسخةً منهم - سيجدون فرصةً في إلقاء عبارات الإستنقاص والسخرية منه ويتضح ذلك بجلاء حينما يذكر هو بعضاً منها كأمثلة لمتابعيه ، وهو كمن وضع فخاً ليصطاد به المتنطعين والفارغين ليخرج منهم بفائدة لهم ولغيرهم، ويتضح ذلك في سناباته التالية ويكون بذكره لما استقبله من سيل الانتقادات بكل رحابة صدر معلقاً بإختصار وبسخرية مؤدبة ، فالعرفج يذكر ماقالوه له سلباً وفي العلن وأخلاقه تمنعه أن يشهر بأي أحد منه لذلك يخرج المتابع بفائدة الثقة في النفس والشجاعة وثقافة الحوار المتحضر مع المخالفين .. كل ذلك في كلمة ورد غطاها ، فالدكتور اذكى من ان يضيع وقت متابعيه في مسألة شخصية وفي عين الوقت يشعر المخالفين له بقلة حيلتهم وان يفكروا مراراً كيف لهم أن يأثروا على مزاج متعرفج في الأساس!
نقطة اخرى لمستها من فقرة فطور العرفج وهي زرعه وببراعة لرابطٍ عاطفي بينه وبين متابعه بالتبسط ، فمن يخاطبك وهو على فراشه وأول يومه ومن ثم على مائدة إفطاره إلى كتبه ونشاطاته اليومية ..يشعرك بأنك من المقربين لديه فلا تملك إلا إحترامه وتقديره .
ومضة:
قال احدهم " إن جعل البسيط معقداً هو أمر شائع،
ولكن جعل المعقد بسيطاً ، فهذا هو الإبداع"
بقلم:
وليد السنابي

الأحد، 21 أغسطس 2016

السعادة والتعرفج في السناب - الحلقة الثانية

مفاهيم السعادة تختلف من شخص لآخر وتكون مبنية على عدة عوامل من حيث توفرها أو انعدامها، فمثلاً بعضهم يرى أن امتلاك قدراً هائلاً من الثروة يحقق له مبتغاه ، في حين أن البعض الآخر يرى في تقلده لمنصب مهم ذو سُلطة في مجتمعه يحقق له السعادة.

ونلاحظ في أغلب الحالات أن السعادة تم ربطها بما هو آتٍ لنا في المستقبل لذا نكون في رحلةٍ ترقب طويلة في إنتظار حدوث تلك المعجزة، وقد تحدث فعلاً، ولكن بعد أن فترت قوانا من وطئة الزمن، هذا إن ضمنّا عدم تبدل أولوياتنا ذلك الوقت، وقد تنتهي رحلة الحياة قبل ذلك!


وفي الجانب الآخر، أفتح السناب فأرى "العرفج" يبدأ صباحه بقوله أنا سعيد لإستمراري ليومٍ جديد وأنا على قيد الحياة!


ويكمل الدكتور بهجته بتصويره لوجبة الإفطار البسيطة الغير متكلف في إعدادها مهللاً ومرحباً وبطريقة تدفع المتابعين "المنطقيين" منهم إلى توقع بأن هناك أحد الضيوف برفقته، كماتدفع "المفرطين في الرومانسية" إلى انتظار أن يرد صحن الزبادي بتشكله إلى قلب تفاعلاً مع عبارات المدح والثناء!


ونكتشف أن الدكتور وحيداً وماكانت "السنابة الصباحية" إلا أحد مراسيم السعادة والأمل اليومية التي شكلها بنفسه لنفسه ومن ثم لمتابعيه ومن أشياء بسيطه داخل منزله ومتوفرة له، دون أن يتكبد عناء إنتظار تحقيقها من غيره، باعثاً الكثير من الرسائل ولي وقفة مع ذلك قريباً بإذن الله.


بقلم: وليد السنابي

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

أنا والسناب - الحلقة الأولى

مع وجود العديد من برامج التواصل الإجتماعي والثورة التي احدثتها ومازالت ،في مجتمعات العالم بإختلاف اهتماماتها وثقافاتها، وجدت ان "السناب شات" من اكثرها واقعية وتفاعلاً من قِبل الناس، فمن خلاله يتم نقل صورة حية للناشر بلحمه وشحمه دون حجاب بينه وبين متابعيه مظهراً جوانب أخرى لم تكن معروفة لديهم مسبقاً وهذا مالاتمنحه البرامج الأخرى في الغالب.
وعلى غرار "تويتر" الذي أحدث في نظري إعادةً في ترتيب مشاهير المجتمع من مثقفين أو إعلاميين أو حتى ساسة، عن طريق نشاطاتهم اليومية، فنُعجب حيناً بتغريدة أحدهم ونتعجب منها أحياناً أخرى، هذا إن لم نُصدم بكلمة ألقيت بزلة لسانٍ كاشفة للقارئ عن حقيقةٍ ما ، إما في تفكير المغرد او إهتماماته أو حتى مستوى حواره مع معارضيه او .. او الخ، أيضاً "سناب شات" يتيح ذلك ولكن بشكل اكبر وبالصوت والصورة.
ومن خلال متابعتي شبه اليومية للعديد من مشاهير المجتمع، قمت برصد بعض الإنطباعات ، وسأحاول سردها هنا ليستفيد القارئ البسيط مثلي منها أو إعتبارها إضاءات أو فوائد من وجهة نظري الغير متخصصة بطبيعة الحال.
وبما أنني أكتب في صفحة عامل المعرفة الدكتور أحمد العرفج والذي أفسح المجال لي مشكوراً فسيكون التناول للنقاط الإيجابية فقط والتي تهم المتابع، أما السلبيات والتي لايخلو منها أيُنا والعرفج ليس إستثناءً فلن أتطرق لها حالياً على الأقل.
ولايفوتني أن أشكر الدكتور لسماحه لي بالكتابة بدون إظهار إسمي منعاً للإحراج تجنبا لأي تفسيرات أو تأويلات، فما أكتبه يمثل وجهة نظري الخاصة كأحد المتابعين ولا أكثر من ذلك.
التوقيع:
وليد السنابي

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

أحمد العرفج بين الإسهال والإمساك!!




تعقيبا على أحمد العرفج:
ما هكذا يتحدث المختص يا "عرفج"!!

محمد الراشدي

ربما لو لم تكن مقالة "الإسراف اللغوي " المنشورة بعدد الأربعاء بتاريخ 15/ 7/1427 مصدرة باسم كاتبها الأستاذ أحمد العرفج ، وصورته "الأنيقة " ، ومدرجة ضمن حبره الأسبوعي الأصفر ، ربما لولا ذلك لكنت في حل من الاعتقاد أن كاتب تلك المقالة ليس أكثر من أعجمي كسول ، من أولئك الملتحقين حديثا بمعاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وقد راعه ما رأى من اتساع اللغة ،وتعداد مفرداتها , وانفساح أفقها , فأدرك أنه لا محالة عاجز عن بعض مايرى- فضلا عن الكل – وحينها آثر البقاء على عجمته , ولم يكتف بذلك بل راح يكيل السباب لما قصر به كسله عن إدراكه , منحازا إلى بلادته واعوجاج لسانه وعظيم كسله ، متمثلا:
إن البلادة والكسل أحلى مذاقا من عسل!
غير أن كل الشواهد تثبت أن من " أخرج" المقالة هو ذاته صاحب الحبر الأصفر ، والكلام الصائم , والمداخلات الاستجوابية ، ومعالم الخرائط الشعرية , وديوان " الخطايا أسئلة" ، وقبل كل ذلك الحائز على الماجستير بتقدير "جيد جدا" عن "الشكوىفي شعر المتنبي" ( لاحظوا.. المتنبي) ! وذلك هو موضوع الأطروحة العلمية للأستاذ العرفج ، تلك الأطروحة التي نوقشت في ليلة ليلاء, يعلم هو قبل غيره تفاصيلها المثيرة ، وللقراء الكرام الراغبين في الاطلاع على تفاصيل تلك المناقشة مراجعة مركز الوسائل التعليمية بجامعة أم القرى والاستماع إلى التسجيل الصوتي لتلك المناقشة "المميزة"!.
ورغم كل ماسبق من دلائل الوعي والتبحر اللغوي لدى صاحب المقالة ، إلا أن حديثه ذاك كان من البدائية والدهشة والتسطيح بحيث يصعب تصور صدوره عن مثله , فضلا عن إمكانية تخيل أن تنعت اللغة من قبله بمثل تلك النعوت ، ولست أعلم إن كان الأستاذ العرفج لم يعثر في كل قواميس اللغة التي زعم في بداية مقالته أنه قام بتصفحها ، على نعوت وأوصاف أليق باللغة , وأكثر ملائمة للذوق من مفردات ذلك المعجم " الحمّامي"- والحمّامي نسبة إلى الحمّام- على غرار" الإسهال" ، " الإمساك" ، " الإخراج"، تلك النعوت التي أصر الأستاذ العرفج أن "يخرج " منها أوصافا للغة في أحوالها المختلفة ، وعلى أية حال فلكل شخص أن يتخير من الألفاظ ما يناسبه , ويعبرعن ذاته, وربما كانت لغة الكتابة في كثير من الأحيان انعكاسا صادقا لظروف الكاتب وما "يعانيه" كيفما كانت تلك المعاناة , والكاتب كذلك هو ابن "بيئته" منها يستمد " لغته" وينسج أفكاره ورؤاه!!
لكنني وللأمانة لم أفهم ما الذي يعنيه الكاتب بوصفه للغة العربية أنها " مصابة بإمساك في الإخراج" ، ربما لأن الكاتب قد " أمسك " عن إيضاح هذه الفكرة , وآثر على طريقة الشعراء أن " يمسك" بالمعنى في "بطنه" وتلك حالة تسمى في اللغة " إمساك الشعراء" وفي ذلك يقول الأستاذ عبدالعزيز السويد في كتابه الساخر" أحيانا" : " كثيرا ماترى بطون الشعراء منتفخة لكثرة ما يتلبد فيها من المعاني " وقد علق الدكتور غازي القصيبي على ذلك في زاويته المتميزة "صوت من الخليج" بالمجلة العربية قائلا وبألم شديد:" صدقت.. سامحك الله"!!
غير الكاتب ورغم " إمساكه" عن شرح الفكرة السابقة ,قد عاد و" أسهل" .. عفوا أقصد " أسهب" في ضرب الأمثلة لإيضاح فكرته عن " إسهال" اللغة ، و" أخرج" أمثلة على ذلك , كالأسد وأسمائه التي تبلغ – على ذمة الكاتب- ثلاثمائة, وأسماء السيف التي تبلغ الخمسمائة " لست هنا متأكدا من الأرقام , وربما كان في الأمر إسهالا رقميا شديدا" ، ورغم أن القضية كانت لغوية صرفة إلا أن الكاتب بدا وقد استهوته فكرة المزاوجة بين واقع اللغة ، والراهن السياسي، ولأجل ذلك عمد إلى "استلاف" لغة محللي السياسة ، وهو الذي أنكر على الكتاب من قبل استلاف لسان القارئ , وعموما فلا تثريب عليه أن يستلف من الألسنة ما يشاء ، طالما أن اللسان العربي المبين في رأيه مصاب بالسفاهة , ومستوجب للحجر!!
وكل الذي يستحق التعقيب في تلك الفقرة" المسيسة " فكرة نضوب آبار اللغة ، والذي يراه العرفج سيكون نتيجة للإسراف في إنفاق الكلمات !!، حسناً سيد "عرفج".. هل تتصور أن لغة قادرة على إنتاج مئات الأسماء الصحيحة ،الدقيقة، المعبرة ، لمسمى واحد ، يمكن أن يتطرق النضوب لآبارها الثرة ؟! .. تلك الآبار التي تنداح مياهها في الأفواه طعام طعم وشفاء سقم، واسأل صديقك المتنبي عمن ابتلي "بفم مر مريض" كيف يجد به مذاق الماء الزلال؟!
وقد كنت أحسبني سأستبضع التمر إلى هجر لو حدثتك عن خصائص هذه اللغة .. عن ذخائر ألفاظها ..عن الترادف .. الاشتقاق .. عن الدقة الفاتنة في رصد أدق التفاصيل ومنحها مسمياتها المقننة ، عن بدهيات كنت أظنها لا تعوز من تصدى للكتابة , وتصدر للحديث عن اللغة , وحاز شهادة عليا في شعر عبقري من عباقرة هذه اللغة ، لكن طالما والحال هذه فإنني أدعوك صادقا أن تدع عنك جانبا كل أسباب الغشاوة الهائلة التي أحسبها تتلبس تفكيرك الآن ، بدءا بحبرك الأصفر، وانتهاء "بالوثيقة " المذكورة ، مرورا بكل الألقاب من "فصيلة" الشاعر، الأديب ، الكاتب، تلك الألقاب التي أرى أن لك منها نصيبا وافرا يقارب نصيب الأسد من المسميات في لغة العرب –مع فارق التشبيه طبعا- ولا أعلم إن كان ذلك يدخل في باب "إسهال" الألقاب أم لا؟! فإذا ما تركت ذلك جانبا ، فالبدار البدار بالعودة إلى نقطة الصفر، وتفاصيل البدء الأولى .. "ألفية ابن مالك" مثلا.. "شذا العرف".." أهدى سبيل"، وإلا فلا أقل من " النحو الواضح" و" و"الإملاء والترقيم لعبد العليم إبراهيم", فإن ثقل عليك العلم فلا بأس بشيء من الاستجمام مع "نوادر الحمقى والمغفلين" وبخاصة قصة الهر، كثير الأسماء ،قليل المنفعة، عديم البركة!!.
بقيت نقطة أخيرة تتعلق بتساؤل العرفج عن المسميات الأعجمية على واجهات المحال التجارية ((لماذا ترى أغلب المراكز تحمل اسم سنتر/ مول / بلازا / سيتي/ ... الخ ، لما تخترقنا هذه الأسماء رغم أن المالك عربي ومن ظهر عربي...)) ويستبعد العرفج هنا نظرية المغلوب والغالب , ويشخص في الأمر مرضا مجهولا يكشف كنهه وأعراضه إلا عالم كابن خلدون !! ، والمسألة في تقديري ليست بحاجة إلى ابن خلدون ولا إلى هبنقة ، المسألة باختصار شديد أن اللغة باتت من الهوان على أهلها بحيث لا يجد حتى المختص بها غضاضة في أن يقذفها بأوصاف السفاهة والجهل , ويرشقها بقواميس مستمدة من الأوحال , ومنتقاة من أماكن لا يجد إلهامه بها إلا كل شيطان مريد, فإذا كانت هذه حال " الأديب" المختص , ذي القلم "السيال", فكيف يكون الحال إذا بعامة الناس ممن لا تعدو اللغة بالنسبة لأكثرهم أن تكون كلمة هو قائلها , لا يجد لها مذاقا ولا يعرف لها قيمة , وهم على ذلك معذورون بجهلهم ، وليست جريرة من يستحسن رطانة الأعاجم مقلدا وجاهلا, كمن يجاهر باستحسانها ، وهو محسوب على أهل اللغة , ومعدود في الشعراء , ومنتم رسمي لعوالم "الخيل والليل والبيداء", ويحفظ عن ظهر قلب
لك يا منازل في القلوب منازل أقفرت أنت وهن منك أواهل
ويحفظ كذلك " الأبيات التي تلي هذا البيت"
إن المشكلة ليست مشكلة لغة اتسعت لتستوعب معجزة سماوية خالدة, ولن تقصر أو تعجز عن احتواء ما دون ذلك ، المشكلة هي و بإيجاز شديد كما لخصها شاعر النيل
ولدت ولما لم أجد لعرائسي رجالا وأكفاء وأدت بناتي
المشكلة مشكلة الرجال .. الرجال الأكفاء.. رحم الله الرجال .. ورحم الأكفاء