الجمعة، 25 فبراير 2011

الفهلوي أحمد العرفج


الوطن : أحمد عسيري 
أحمد عسيرييقول الولد الشقي أحمد عبدالرحمن العرفج في تعريفه للثقافة . ( هي التي يتلقاها الإنسان في مراحل تكوينه المختلفة موجهاً ومحرضاً ودليلاً ومرشداً لتصرفات الكائن الذي تشرّب هذه القيم الثقافية والنظم المعلوماتية ، والفوائد المعرفية )، ومن هنا فلا أعرف كنه وجسد تلك الثقافة التي توالدت في داخل هذا الكائن المدعو العرفج لتحوله إلى مدية حارقة، يتحرك كالإعصار، ويتهاطل كالدوامة، ويحسم مواقفه تجاه الآخرين بالمشرط والنبرة الموجعة حد النزف، وما تحدثه من تصدعات في جدران الآخرين، هو يملك وعياً تشخيصياً خاصاً به، يعتمد على تحطيم ما يظنه هشاً وقابلاً للانكسار، فيضغط بآرائه العاصفة ومرافعاته المتمادية ليشعل جمره مستمتعاً بوطأة ما تحدثه تلك الصدمات بكل ما فيها من عنفوان وما تخلفه من تشظيات وحفريات دفينة وتلفيات في ذاكرة خصومه.

في لقاء صحفي تعرى العرفج وكشف عن نواياه المبيتة، وتشوفاته الهادرة حين استدرجه الأديب علي الرباعي في صحيفة الحياة قبل زمن ليس بالقصير، ليقول عن تجربته الشعرية ((عاشرت الشعر وتورطت فيه، وخرجت بقناعة أن الشعر ليس أكثر من شعوذات وتمتمات ومخدرات لفظية تشبه سجع الكهان في الجاهلية، فاستمع إلى ذلك الذي يزّورالتاريخ والجغرافيا والمواصلات فيقول: (ناقتي يا ناقتي) وهو من ركاب الدرجة الأولى في الطائرة، ويتغنى بالبداوة وهو يرتدي من رأسه إلى أخمص قدميه آخر صيحات الموضة الغربية، ومن المناسب هنا عقد مقارنات بين موريتانيا واليابان لتتضح الرؤية، فالأولى بلد المليون شاعر إلا أنها في ذيل قائمة الدول النامية في حين أن اليابان هي أرقى دولة في التكنولوجيا لم يعرف عنها اهتمام كبير بالشعر، أما المدن فدونك الجبيل وجازان، ويجيب العرفج عن سؤال حول الحراك النقدي فيقول: (النقد في السعودية غير بريء لخضوعه للشللية والإقليمية وباقي الموبقات، وإلا كيف نفسر أن يصف رجل يعد من النقاد الكبار كالدكتور عبدالله الغذامي سعد الحميدين بأنه رائد قصيدة النثر في السعودية في حين أن الحميدين يعاني من أمية شعرية، إضافة إلى أن الغذامي ناقد فيه جاهلية بل هو بدوي متطرف في طرح آرائه، قروي في فكره، وبدوي في طرحه، وأيما متابع يعجب بالغذامي فهو لا يقرأ لأنه لو قرأ لعلم من أي مطبخ يعد الغذامي مائدته، وختم لقاءه بقوله: ((إن منهجي النقدي يعتمد على التفكيك فأنا الوحيد الذي أمارسه في السعودية منطلقاً من رؤيتي ( سمعنا وعصينا ) إنني دائم السؤال النفسي : ما نصيب الفهلوة في حياتي من حياتي فيأتي الجواب أنت من أولئك (الدراويش) الذين يمشون على بساط البركة )) قالها بعد عام من لقاء الحياة ! .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق