فعلها الاتحاد، ولم يظن الظانون بالحبّ أكثر من ذلك، فاز الاتحاد وقضى الأمر الذي يستدعي القلق، ويُنادي القراءات المختلفة، ويستحضر التنبؤات الملونة!
قال الحبر في كل مرة أن الاتحاد ليس مجموعة من اللاعبين، تحمل شعاراً خاصاً، وتركض فيه عبر المسطّحات الخضراء.. إنه ظاهرة حضارية، وواجهة اجتماعية، ومصدر من مصادر الفرحة لبسطاء الناس ودهمائهم!
الاتحاد هو كل هذا الحب المتدفّق من فؤاد عاشق تستعذبه الطرقات المفاجئة، والتوقعات الملونة التي لا يُحسنها إلا الاتحاد!
مختلفة تلك الليلة التي يلعب فيها هذا ''العميد''، إنها كُتل من الدقائق والثواني التي تُخلّف خلفها حزمة من الأفراح، أو باكورة من الأتراح، عطفاً على تصرفات هذا ''النمر'' الذي استعصى على التطويع، وأبى واستكبر على التحليل ورصد ظواهره!
إنه فريق ''عجيب في عيون العجائب'' كما يقول شاعرهم المتنبي، تنتظره من بوابة الانتصار فيجيئك من نافذة الانكسار، لا يحمل إلا رديء الأعذار، ومرارة الانشطار!
تتحيّن هزيمته فيقلب عليك طاولة التحيّن، ويزرع تفاحة الدهشة في قراراتك، ليخرج فائزاً كبيراً، تاركاً وراءه دوائر الاستفهام، وعلامات الانسجام التي تتجاوز ظاهرة المكان والزمان والأجسام!
نعم، فاز الاتحاد لأن لديه رسالة، رسالة لكل الدنيا -طالما أن فن كرة القدم هو ''ديوان الفن العالمي''- رسالة تقول ان هذا الوطن العظيم ''السعودية'' يستطيع أن يُخاطب العالم بلغته، ويتحدث معه بالحروف التي يفهمها، رسالة تقول ان الإرهاب عارض قصير النفَس، لا يلبث أن ينمحق، ليبقى الفن بكل تفريعاته، التي أولها وأهمها هذا التأهل!
الاتحاد يحمل رسالة، ليس ممثلاً عن الوطن ولا عن الخليج ولا عن العالميْن العربي والإسلامي كما هي تصنيفات أصحاب الدعوات المختلفة، بل ممثلاً عن ''قارة بحالها''، قارة تضم أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، يا لروعة الاتحاد عندما تكون كرته الإبداعية تمثل نصف الكرة الأرضية!
فاز الاتحاد، وسيلعب مع أبطال العالم، سيلعب ليس لتحسين الصورة، فهذه مهمة الوفود الذين لا يُحسنون غير الكلام في الصالات المغلقة، هذا الحديث الذي لا يسمعه أحد إلا عامل الميكروفون الذي يُجبَر على سماعه بحكم عمله!
نعم، لن يُحسّن الاتحاد الصورة فهي ليست مهمته، لأنه لم يعتمد على وضع المساحيق البرّاقة، والمحسّنات المؤقتة، إن مهمة الاتحاد تقديم الصورة وليس تحسينها، فهو واضح ثابت يسير أمام العباد ورب العباد، خالياً إلا من الطموح، ممتلئاً إلا من اليأس، صامتاً إلا من رسائل الإبداع والتفوق!
خذ مثلاً على هذه الوظيفة التي يقدّمها هذا النمر المفترس بحركاته وتحرّكاته، عندما انطلق الشوط الثاني سألني صديقي البريطاني الدكتور قلان -والذي ينتمي لرابطة مشجعي ليفربول- قائلاً: ''أيُعقل أن هذه الروعة الكروية لديكم ولا يعرفها أحد''؟!
قلت له: نعم ولدينا مزيد. حينها وعدني حينما يتقابل فريقه المفضل ''ليفربول'' والاتحاد الشهر القادم في اليابان، سينحاز للأصفر والأسود، تضامناً مع الحب والجمال والخير، الذي يمسح سمعة الإرهاب، ويقلّم مثالبه الشرسة!
فاز الاتحاد فتحول الأصدقاء والإنجليز الذين يرون الاتحاد أول مرة عبر الشاشات الأوروبية هنا في كاردف، إلى حفلة حبّ ومعانقات جعلت العيد أعياداً، إنها حفلة فرح لذيذة، تخللها عشرات الاتصالات والرسائل من الوطن، تُبارك وتزفّ وتنتشي، ولعلّ أهمها اتصال الصديق الوفي سليمان البديوي، الذي أخبرني عن تألق المحلّل والكاتب الرياضي الاتحادي ''أبو عفان'' عثمان أبو بكر مالي، عبر القناة الرياضية السعودية.
يا قوم: إنه الاتحاد وكفى، إنه مجموعة من العبر والرسائل والصور التي تُخاطب الناس بلغة يفهمونها، وإن كان طيّب الذّكر عثمان العمير قال قبل ربع قرن: ''اتركوا التعصّب وشجّعوا الهلال''، ويمكن القول بعد كل هذه السنين: ''يا قوم اتركوا سيرة الإرهاب واطربوا للاتحاد''، هذا الحلم المُنساب والأمل الذي يُنعش العيون والألباب!.
احمد ،
قال الحبر في كل مرة أن الاتحاد ليس مجموعة من اللاعبين، تحمل شعاراً خاصاً، وتركض فيه عبر المسطّحات الخضراء.. إنه ظاهرة حضارية، وواجهة اجتماعية، ومصدر من مصادر الفرحة لبسطاء الناس ودهمائهم!
الاتحاد هو كل هذا الحب المتدفّق من فؤاد عاشق تستعذبه الطرقات المفاجئة، والتوقعات الملونة التي لا يُحسنها إلا الاتحاد!
مختلفة تلك الليلة التي يلعب فيها هذا ''العميد''، إنها كُتل من الدقائق والثواني التي تُخلّف خلفها حزمة من الأفراح، أو باكورة من الأتراح، عطفاً على تصرفات هذا ''النمر'' الذي استعصى على التطويع، وأبى واستكبر على التحليل ورصد ظواهره!
إنه فريق ''عجيب في عيون العجائب'' كما يقول شاعرهم المتنبي، تنتظره من بوابة الانتصار فيجيئك من نافذة الانكسار، لا يحمل إلا رديء الأعذار، ومرارة الانشطار!
تتحيّن هزيمته فيقلب عليك طاولة التحيّن، ويزرع تفاحة الدهشة في قراراتك، ليخرج فائزاً كبيراً، تاركاً وراءه دوائر الاستفهام، وعلامات الانسجام التي تتجاوز ظاهرة المكان والزمان والأجسام!
نعم، فاز الاتحاد لأن لديه رسالة، رسالة لكل الدنيا -طالما أن فن كرة القدم هو ''ديوان الفن العالمي''- رسالة تقول ان هذا الوطن العظيم ''السعودية'' يستطيع أن يُخاطب العالم بلغته، ويتحدث معه بالحروف التي يفهمها، رسالة تقول ان الإرهاب عارض قصير النفَس، لا يلبث أن ينمحق، ليبقى الفن بكل تفريعاته، التي أولها وأهمها هذا التأهل!
الاتحاد يحمل رسالة، ليس ممثلاً عن الوطن ولا عن الخليج ولا عن العالميْن العربي والإسلامي كما هي تصنيفات أصحاب الدعوات المختلفة، بل ممثلاً عن ''قارة بحالها''، قارة تضم أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، يا لروعة الاتحاد عندما تكون كرته الإبداعية تمثل نصف الكرة الأرضية!
فاز الاتحاد، وسيلعب مع أبطال العالم، سيلعب ليس لتحسين الصورة، فهذه مهمة الوفود الذين لا يُحسنون غير الكلام في الصالات المغلقة، هذا الحديث الذي لا يسمعه أحد إلا عامل الميكروفون الذي يُجبَر على سماعه بحكم عمله!
نعم، لن يُحسّن الاتحاد الصورة فهي ليست مهمته، لأنه لم يعتمد على وضع المساحيق البرّاقة، والمحسّنات المؤقتة، إن مهمة الاتحاد تقديم الصورة وليس تحسينها، فهو واضح ثابت يسير أمام العباد ورب العباد، خالياً إلا من الطموح، ممتلئاً إلا من اليأس، صامتاً إلا من رسائل الإبداع والتفوق!
خذ مثلاً على هذه الوظيفة التي يقدّمها هذا النمر المفترس بحركاته وتحرّكاته، عندما انطلق الشوط الثاني سألني صديقي البريطاني الدكتور قلان -والذي ينتمي لرابطة مشجعي ليفربول- قائلاً: ''أيُعقل أن هذه الروعة الكروية لديكم ولا يعرفها أحد''؟!
قلت له: نعم ولدينا مزيد. حينها وعدني حينما يتقابل فريقه المفضل ''ليفربول'' والاتحاد الشهر القادم في اليابان، سينحاز للأصفر والأسود، تضامناً مع الحب والجمال والخير، الذي يمسح سمعة الإرهاب، ويقلّم مثالبه الشرسة!
فاز الاتحاد فتحول الأصدقاء والإنجليز الذين يرون الاتحاد أول مرة عبر الشاشات الأوروبية هنا في كاردف، إلى حفلة حبّ ومعانقات جعلت العيد أعياداً، إنها حفلة فرح لذيذة، تخللها عشرات الاتصالات والرسائل من الوطن، تُبارك وتزفّ وتنتشي، ولعلّ أهمها اتصال الصديق الوفي سليمان البديوي، الذي أخبرني عن تألق المحلّل والكاتب الرياضي الاتحادي ''أبو عفان'' عثمان أبو بكر مالي، عبر القناة الرياضية السعودية.
يا قوم: إنه الاتحاد وكفى، إنه مجموعة من العبر والرسائل والصور التي تُخاطب الناس بلغة يفهمونها، وإن كان طيّب الذّكر عثمان العمير قال قبل ربع قرن: ''اتركوا التعصّب وشجّعوا الهلال''، ويمكن القول بعد كل هذه السنين: ''يا قوم اتركوا سيرة الإرهاب واطربوا للاتحاد''، هذا الحلم المُنساب والأمل الذي يُنعش العيون والألباب!.
احمد ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق