قبل ربع سنةٍ تقريباً أثيرت قضية سرقة الزميل/ "تركي الدخيل" مقالتيه الموسومتين بـ"مناقب الشيخ قوقل" من الأزمل منه ـ كونه زميل دراسة ـ الكاتب الجاحظي/ "أحمد العرفج"، وهو دهقان من دهاقين اللغة القادرين على إلانة حديدها حتى يغدو كـ"علكةٍ" في ريق غادةٍ "مدنية"، ذات "قباءٍ" نازل!
أثار القضية أول مرَّةٍ "زين جميل" في جريدة المدينة ـ مضارب "العرفج" ـ بتاريخ 16/7/2009 وعنوان: "تركي الدخيل يسلخ مقالاً نشره العرفج قبل سنوات"، وكان الأخ/ أنا ـ يا محاسن الصدف ـ يشرب الشاي الأخضر مع "العرفج" في سوق عكاظ، حينما وصله خبر عاجل بالحادثة! فجهَّز "الحلاوة الطحينية"؛ شماتة بأبي "عبدالله"، فيما لو لبسته التهمة، وحكم عليه بالسجن، ومصادرة كل ما اختلسه من إعجاب! ولم يعلِّق "العرفج" لحظتها بشيء؛ فهو رجل أمنٍ محنَّكٍ لا يطير في "العجة"، وإن كانت أسرع إلى "لندن"! لكنه وافق على أن "تركي" أذكى بكثير من الوقوع في سرقة "ما تسوى"! أما من اطلع على المقالين، من "خبراء البصمات"، فلم يجد بينهما أي علاقة وإن كان الموضوع واحداً؛ فالسياقان مختلفان تماماً كصاحبيهما: كلاهما من "بريدة المكرمة"، وكلاهما جعل الله له عينين ولساناً وشفتين، فهل نقول: إن "تركي" لطش "خِشَّة" العرفج؟! وإذا كان "زين جميل" ضبط ثلاث عشرة نقطة مشتركة؛ حسبها قرائن السرقة: كاتفاق المقالين في العنوان، وفي المقدمة التي أشادت بخدمات الشيخ "قوقل" الجليلة، وأنه لا ينتمي إلى أي تيار أو حزب، ولا يستخدم العصا مع طلابه كالأساتذة "محاشي" في وزارة التربية والتعليم، فقد أقر في المقالة نفسها بـ"..الاختلاف الكبير بينهما في الصياغة والأسلوب والخلفية الثقافية التي تعكس كل واحدٍ منهما"! إذن فقد آن "لأبي حنيفة" أن يمد رجليه، إلى أن أثار القضية من جديد، الناقد الشاعر الجميل/ "سعد الرفاعي"، في ملحق "الأربعاء" 21/10/2009، بعنوان: " الإعجاب اللاواعي والطرح الإبداعي"، محاولاً أن يغوص في تساؤلات عريقة: "من أين يستمد المبدع أفكاره ورؤاه التي يضمِّخ بها النتاج الإبداعي؟ وإلى أي مدى يمكن للمبدع أن يتكئ على إبداعٍ سابق سواء له أو لغيره؟ وهل التشابه بين عملين إبداعيين محض مصادفة أم اقتباس أم سرقة؟" وخلص إلى: أنه ربما " كان الدخيل أحد المعجبين بالعرفج... وبفعل هذا الإعجاب فإن الأفكار تترسب في المخزون اللاواعي معبرة عن الإعجاب اللاواعي، واحفظوا حق المصطلح.."! لسعد الرفاعي طبعاً؛ فهي لقطةٌ "فرويدية" ظريفة، لن يفسدها إلا إذا ثبت أن "الدخيل" لم يقرأ للعرفج أصلاً حتى يعجب به؟ فإننا معشر الكتاب ـ ويا شماتة القرَّاء فينا ـ قلَّما نقرأ لبعضنا! ولهذا يأتي طرحنا متشابهاً كالحب "النـزاري": "كتشابه الأوراق في الغاباتِ"! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق