الجمعة، 25 فبراير 2011

الظلم والجور من سمات الرجل الثور!





قبل فترة كتبت مقالاً عن «المرأة البقرة»، وجاءني من الشتم والسوء ما تعجز عن حمله البقر والحمير، ومع ذلك لم يزدني هذا الشتم إلا علوًّا وارتفاعًا، وقد سألتني إحداهن: لماذا تشبّه المرأة بالبقرة؟ وتنسى أن تشبّه الرجل بالثور؟ وكأنك في ذلك تنحاز إلى الرجل وتؤازره. حينها أطلقت لساني، وقلمي، للدفاع لا عن نفسي، ولكن عن الفكرة، فقلت –بارك الله فيَّ وعليَّ وسدد خطاي ونصرني على من عاداني- قلت لتلك المرأة: اعلمي بارك الله فيك أن المرأة قد ارتقت، وتطورت، وتمدّنت، وأصبحت تليق بأن توصف بـ«البقرة»، أما الرجل فهو مازال يتلقى العلم في حديقة الحيوان أملاً في أن يكون ثورًا رومانسيًّا يدلّل بقرته.
والحقيقة أنني أشعر بالأسف نحو المرأة التي تتزوج رجلاً لم يصل لمستوى الثور الرومانسي. تقول إحداهن: ماذا تفعل المرأة حينما تكون أنثى في بيتها، ولكن زوجها ثور يتجول داخل المنزل، فالرجل الثور من مواصفاته أنه إذا أراد 


الخروج من منزله يحلق ذقنه، ويستحمّ، ويتعطر، و يتبخّر، ويلمّع وجهه، ويلبس أجمل الثياب، ويضع قِناع الابتسامة منذ ركوبه السيارة، ثم يتجه للسمر مع أصدقائه في المقهى أو الاستراحة، ولكن عند عودته إلى البيت بعد منتصف الليل، يرمي قناع الابتسامة في السيارة؛ ليستخدمه في الغد، ويلبس وجهه العبوس الحقيقي في منزله، ويُقبل على أهل بيته، ويثور في وجه الشغالة، ويرعد ويزبد أمام أطفاله، ثم يتجه إلى غرفة زوجته مهترئ الملابس، وإن كان من دُعاة السجائر فإن رائحته الكريهة تظهر، مختلطة بالرائحة التي اكتسبها من جلسته مع «الشلّة» المعطوبة، إنه يدخل إلى غرفة نومه كالثور، يرمي ثوبه، ثم يجلس بالملابس التي تكرهها المرأة، مثل سروال «السنة»، والفانيلة العلاقية، وإذا وصل إلى هذه الحالة أخذت الزوجة تنظر إليه باستحياء، وتقول: يا بعلي العزيز لقد ملأت لك «البانيو» بالماء الدافئ المعطّر، ليتك تبلّل جسدك المعطوب، لكن الرجل الثور يثور هنا على أنثاه ويقول لها: «هذا اللي ناقصني، تبغيني أتروش وأنا مُتعب والجوّ بارد»!
ومن الغريب أن الرجل الثور لا يشعر هنا بأنه «برميل» من الروائح الكريهة، يتجه إلى سريره، متناسيًا ارتداء تلك البيجامة الحريرية المُعطرة التي وضعتها أنثاه على السرير.. إنه ينظر إليها بازدراء ويرميها على الأرض، ثم يرمي نفسه خائر القوى على السرير، وإذا عرضت عليه الأنثى الرقيقة أن تعمل له شيئًا من المساج ليرخي أعصابه المتوترة، وليتخلص من الشحن النفسي والعاطفي، يظن أنه نوع من الأطعمة، فيقول لها: والله لو عملت مساجًا لن آكله!حسنًا، ماذا بقي؟
بقي القول إن الرجل الثور يثور لأتفه الأسباب، ولا يتحمل المسؤولية، إنه متشائم، متحفز للهجوم بشكل دائم، يتصيّد الزلاّت، ولا يرى إلا السقطات والهفوات، لا يرى جمال أنثاه، بل مهمته تحطيمها وإذلالها والتقليل من شأنها، إنه ثور كثير النقد، دائم الصمت، هذا الرجل الثور الأجدر به أن يقترن بتلك البقرة التي سبق الحديث عنها، أما المرأة الأنثى فليتركها لمن يستحقها.

أحمد عبدالرحمن العرفج


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق