الثلاثاء 11/10/2011
أحمد عبد الرحمن العرفج
أصبَحنا في عَصر المِيديا، وتَكاثَرت الأصوَات والكَلِمَات والنِّداءَات؛ للتَّعامُل مَع هَذا العَصر، لأنَّ الكَلِمَة في السَّابق كَانت مَحدودة بالرَّقيب والحَسيب، أمَّا الآن فالكَلِمَة تَأخذ بُعدها الكَامِل، حتَّى وإن تَذمَّر الرَّقيب، واشتكَى الطَّبيب..!
مَا يَهمّني في عَصر المِيديا؛ هو التَّعامُل مَع القَارئ، هَذا الذي يُصنّفه خُبراء الإعلَام بأنَّه وَحشٌ كَبير بألف رَأس، ومِن المُستحيل -بَل مِن القَبيح- أن يَتحدَّث أي شَخص «كَائناً مَن كَان» نيابة عَن القَارئ، فهو يَتحدَّث عَن نَفسه بالأصَالة، ولا يَنبغي أن يَتحدَّث عَنه أحد بالوكَالة، فالكَاتِب هو قَارئ، والقَارئ بشَكلٍ مِن الأشكَال هو كَاتِب، لذَا كُلٌّ مِنَّا لَه الحَق في أن يُبدي رَأيه ومَرئيّاته حَول مَا يُنشر، وكَيف يُنشر، وكَيف يُقرأ..!
قَبل سَنوات كَتبتُ مَقالاً بعنوان: «طُز في القَارئ»، وأعني بهِ ذَلك القَارئ الكَسول؛ الذي يُريد الكَاتِب مُوظَّفاً عِند أبيه، ليَكتب لَه مَا يَشاء، وهَذا نَوعٌ مِن الوصَاية والإملَاء، الذي لا تَرغبه النَّفس البَشريّة، ولَكن الآن أخرُج بنَظريّة أُخرى -طَالما أنَّ الأمر مُتاح، ويَستطيع أي شَخص اخترَاع نَظريّته الخَاصَّة- وهي نَظريّة: «تَدليل القَارئ بالمَفهوم العَرفجي»..!
يَجب أن يُدلَّل القَارئ ، وأعني بالتَّدليل المَفهوم الخَدمَاتي للمَقَال، ولَيس مَضمون المَقَال، بمَعنى أنَّ المُحتَوى يَتحكّم بهِ الكَاتِب، ولَكن مِن بَاب إكرَام الضّيف، وهو هُنا القَارئ، يَجب إيصَال الوَجبَة الكِتَابيّة عَلى طَريقة المَطَاعم؛ التي تُوصِّل الطَّلبات إلى المَنازل، كشَكلٍ مِن أشكَال التَّسهيلات لطَالب الطَّعام..!
إنَّ القَارئ أمَامه الآن مِئات الآلاف مِن الخيَارَات، لذَلك مِن حَقِّه عَلينا أن نُقدِّم لَه الزَّاد والشَّراب، وهنا يَنتهي دَورنا، وهو حُرٌّ في النّهاية إذَا رَغِبَ الزَّاد، أو زَهِدَ فيهِ، حتَّى يَفوته المِيعَاد..!
إنَّني أعتَرف وبكَامل قُواي العَقليّة؛ بأنَّني أُقدِّم الوَجبة العَرفجيّة لآلاف القُرَّاء، وأتشرَّف بخِدمَتهم مَجاناً، مِثل «جرسون في مَطعم»، مُستغلاً التَّقنية في وَضع رَابِط المَقال عِند العمّ «تويتر»، والخَال «فيسبوك»، والصَّديق «إيميل»، وآخر العَنقود الطّفل المُدلَّل الـ»واتس أب»، ومِن حَق القَارئ عَلينا أن نُكرمه مِن خِلال إيصَال الوَجبَة إلى مَنزله، وهَذه خَدمَات تُسمَّى خَدمات مَا بَعد الكِتَابة، كَما قَال الشَّاعر:
وَنُكْرِمُ ضَيْفَنَا مَا دَامَ فِينَا
وَنُتْبِعُهُ الكَرَامَةَ حَيْثُ سَارَ
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ مُهمّة الكَاتِب يَجب أن تَتغيَّر، بحيثُ يَصنع الوَجبَة، ويُقدِّمها إلَى القَارئ، ويَضعها في مَلعقة أمَامه، ويَترك الخيار للمُتلقِّي، إمَّا الأكل أو الامتنَاع، ولا تُصدِّقوا النَّظريّة القَائلة: الجيّد يَفرض نَفسه، أو: القَارئ يَبحث عَن الكَاتِب الجيّد، لأنَّ مِثل هذه المَقولات تَجاوزها الزَّمن، حيثُ اختَلَطَ حَابل الجيّد بنَابِل الرَّديء، وأصبَح القَارئ في دَائرة كَبيرة مِن التِّيه والحيرَة، لا تُُخرجه مِنها إلَّا الخيَارَات المُتعدِّدة المُتاحة أمَامه، ومِن ثَمَّ يَختار مِنها، فلتَكن أيُّها الكَاتِب أحد الخيَارَات عِند القَارئ..!!!
مَا يَهمّني في عَصر المِيديا؛ هو التَّعامُل مَع القَارئ، هَذا الذي يُصنّفه خُبراء الإعلَام بأنَّه وَحشٌ كَبير بألف رَأس، ومِن المُستحيل -بَل مِن القَبيح- أن يَتحدَّث أي شَخص «كَائناً مَن كَان» نيابة عَن القَارئ، فهو يَتحدَّث عَن نَفسه بالأصَالة، ولا يَنبغي أن يَتحدَّث عَنه أحد بالوكَالة، فالكَاتِب هو قَارئ، والقَارئ بشَكلٍ مِن الأشكَال هو كَاتِب، لذَا كُلٌّ مِنَّا لَه الحَق في أن يُبدي رَأيه ومَرئيّاته حَول مَا يُنشر، وكَيف يُنشر، وكَيف يُقرأ..!
قَبل سَنوات كَتبتُ مَقالاً بعنوان: «طُز في القَارئ»، وأعني بهِ ذَلك القَارئ الكَسول؛ الذي يُريد الكَاتِب مُوظَّفاً عِند أبيه، ليَكتب لَه مَا يَشاء، وهَذا نَوعٌ مِن الوصَاية والإملَاء، الذي لا تَرغبه النَّفس البَشريّة، ولَكن الآن أخرُج بنَظريّة أُخرى -طَالما أنَّ الأمر مُتاح، ويَستطيع أي شَخص اخترَاع نَظريّته الخَاصَّة- وهي نَظريّة: «تَدليل القَارئ بالمَفهوم العَرفجي»..!
يَجب أن يُدلَّل القَارئ ، وأعني بالتَّدليل المَفهوم الخَدمَاتي للمَقَال، ولَيس مَضمون المَقَال، بمَعنى أنَّ المُحتَوى يَتحكّم بهِ الكَاتِب، ولَكن مِن بَاب إكرَام الضّيف، وهو هُنا القَارئ، يَجب إيصَال الوَجبَة الكِتَابيّة عَلى طَريقة المَطَاعم؛ التي تُوصِّل الطَّلبات إلى المَنازل، كشَكلٍ مِن أشكَال التَّسهيلات لطَالب الطَّعام..!
إنَّ القَارئ أمَامه الآن مِئات الآلاف مِن الخيَارَات، لذَلك مِن حَقِّه عَلينا أن نُقدِّم لَه الزَّاد والشَّراب، وهنا يَنتهي دَورنا، وهو حُرٌّ في النّهاية إذَا رَغِبَ الزَّاد، أو زَهِدَ فيهِ، حتَّى يَفوته المِيعَاد..!
إنَّني أعتَرف وبكَامل قُواي العَقليّة؛ بأنَّني أُقدِّم الوَجبة العَرفجيّة لآلاف القُرَّاء، وأتشرَّف بخِدمَتهم مَجاناً، مِثل «جرسون في مَطعم»، مُستغلاً التَّقنية في وَضع رَابِط المَقال عِند العمّ «تويتر»، والخَال «فيسبوك»، والصَّديق «إيميل»، وآخر العَنقود الطّفل المُدلَّل الـ»واتس أب»، ومِن حَق القَارئ عَلينا أن نُكرمه مِن خِلال إيصَال الوَجبَة إلى مَنزله، وهَذه خَدمَات تُسمَّى خَدمات مَا بَعد الكِتَابة، كَما قَال الشَّاعر:
وَنُكْرِمُ ضَيْفَنَا مَا دَامَ فِينَا
وَنُتْبِعُهُ الكَرَامَةَ حَيْثُ سَارَ
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ مُهمّة الكَاتِب يَجب أن تَتغيَّر، بحيثُ يَصنع الوَجبَة، ويُقدِّمها إلَى القَارئ، ويَضعها في مَلعقة أمَامه، ويَترك الخيار للمُتلقِّي، إمَّا الأكل أو الامتنَاع، ولا تُصدِّقوا النَّظريّة القَائلة: الجيّد يَفرض نَفسه، أو: القَارئ يَبحث عَن الكَاتِب الجيّد، لأنَّ مِثل هذه المَقولات تَجاوزها الزَّمن، حيثُ اختَلَطَ حَابل الجيّد بنَابِل الرَّديء، وأصبَح القَارئ في دَائرة كَبيرة مِن التِّيه والحيرَة، لا تُُخرجه مِنها إلَّا الخيَارَات المُتعدِّدة المُتاحة أمَامه، ومِن ثَمَّ يَختار مِنها، فلتَكن أيُّها الكَاتِب أحد الخيَارَات عِند القَارئ..!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق