الاثنين، 28 نوفمبر 2011

حكاية الكاتبة سالمة الموشي مع عبدالله الغذامي




أحمد عبدالرحمن العرفج


جريدة المدينه 2007

كَتبتُ هُنا -قَبل أسابيع- عَن بعض مَواقف الدّكتور «عبدالله الغذَّامي»، ولم أشأ الخوض مُجددًا في مُمارساته، لكن الكاتبة القديرة الأستاذة «سالمة الموشي»، تَفاعلتْ مع ما كَتَبْتُ حين لامسَ شيئًا مِن مُعاناتها الثَّقافيّة مع الغَذَّامي، -وإنْ لم يصح التّعبير-، وأَرسَلَتْ لي رَدًّا يصعب على من يدّعي أمانة القلم مثلي أنْ يتجاهله، فكان لِزامًا عليّ أن أستأذنها في نشره؛ احترامًا لخصوصيّاتها -أولًا، وليُدرك القارئ مَن بَكى ممَّن تَباكى -ثانيًا، ويعرف أن لا شيء لديّ يُحاك في الغُرف المُظلمة -ثالثًا!!..
والأستاذة «سالمة» كاتبة جادة، وباحثة رصينة، وتملك تاريخًا ثقافيًّا يُحمّلها مسؤوليّة ما تقول.. وهذا ما جاء في رسالتها: (أُتابع مقالاتك في «ملحق الأربعاء»، وسعدتُ بحضورك في برنامج «عيشوا معنا»، ولطالما كنتُ أنظر إلى ما تكتبه باحترام وتقدير، ولازلتُ كذلك.. وما حرّضني على الكتابة لك؛ هو مقالك: «الغذَّامي وشهوة الإلغاء».. لقد أَصبتَ الحقيقة في هذا الرَّجُل، لهذا سأحكي لكَ بعضًا من قصّتي معه: أصدرتُ كِتابي النَّقدي: «الحريم الثَّقافي» في أواخر 2005م، وتناولتُ في جزء منه بالنَّقد -طبعًا- رؤية الغَذَّامي في كِتابه: «المرأة واللغة»، وبعد صدور الكِتَاب وجدتُ مُقاومة ورفضًا لا يُمكن وصفهما مِن النّساء، لأنّي أشرتُ إلى كونهنَّ رمزًا غير مُتغيّر في حركة الثَّابت والمُتغيّر، وأنهنَّ مُحتبسات في ذاكرة الحريم، ولم يُحْدثنَ نسقًا أو حراكًا من أي نوع، والنّقاد -مِن أساتذة ودكاترة- رفضوا تقبّل الكِتَاب نفسيًّا وعلى مستوى المشهد النَّقدي والثَّقافي.. لماذا؟!.. لأسباب تتعلّق بوصفي لهم أنَّهم ضلّلوا النّساء الكَاتِبات؛ بتركهنَّ في منطقة الظِّل!!.. حتى أنَّ أحد النّقاد والكُتّاب المعروفين غضب جدًا من النَّاشِر، وصرّح بقوله: «كيف تجرؤ على نشر كِتابٍ مثل هذا ولا تُطلعني عليه، أو مراجعته وتقديمه»!!.. وأنا أرفض أن يكون لي أوصياء على فكري!!
بعد ذلك جرى اتصال بيني وبين الغَذَّامي، وطلبَ أن أُرسل له نُسخة مِن الكِتَاب، لأنَّه أُعجب بعنوانه، وبعض ما كُتب عنه -حسب حديثه-، وبالفعل قمتُ بإرساله له -في مَكْتَبهِ بالجامعة-، وبعد اطّلاعه على الكِتَاب، رفض التَّواصل أو الردّ عليّ، لا سلبًا ولا إيجابًا، وأظنّه غَضب جدًا لِمَا كُتب عن كِتابه: «المرأة واللغة» في أحد الفصول، واستكثر على فتاة خرّيجة حديثًا من طالباته؛ أنْ تُنجز مثل هذا الكِتاب النَّقدي في مرحلة الدّراسة الجامعيّة.. بينما كَتبَ هو عن كُلّ شيء وأي شيء، حتى أنَّه أفرد مَقالات من عدّة أجزاء عن «بنات الرّياض»، فيما غضّ الطَّرف عن كِتابي -الذي كان الأوّل في مجاله- في النّقد الثّقافي، الذي طالما طالب به أيضًا، وحتَّى السَّاعة لم يجد كِتابي تلك المساحة التي تخدم الحركة الفكريّة النَسويّة، أو تُساهم في الفعل الثّقافي. ورغم أنّي كاتبة في المُلحق الثّقافي الأسبوعي بجريدة «الرياض»، لكنّي مُغيّبة على طريقة: «كن موجودًا ولكن بدون صوت»، لأنَّ صوتي قد يُزعج أمثال الغَذَّامي!!
معذرة؛ أطلتُ عليك، ولكن أردتُ فقط أن تعرف بعض الحكايات عن الرّموز المُزيّفة في مشهدنا الثَّقافي.. الرّموز التي لم تخدم الإنسان ولا الفكر، بقدر ما خدمتْ مصالحها.. فالمُضلِّلون والخُبثاء دائمًا في الواجهة.. والشّرفاء قد يطول وقوفهم في الهَامش)!!.. سالمة الموشي..
هذا ما كان من أختنا سالمة، والقارئ الحصيف -وحده- يتحرّى الصّدق، ويَشْتَمّ مطامنه.. وعلى الله التُّكلان أوّله وآخره!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق