** أ لا تزال تشعر بالحب في مهنة الصحافة التي تأخذ من صاحبها أكثر مما تمنحه ؟
صرحت في أكثر من مكان أنني أكتب لسببين: أولاً لكي تظهر صورتي في الصحف لتراها أمي فتفرح، ثانياً لذات المردود المالي الذي يعينني على المسيرة في الحياة ويحفظ ماء وجهي من تسول الشرهات أو إستجاد العطايا أو التحايل للحصول على منحة من هنا أو من هناك، هذه بصراحة أهدافي من الكتابة وهذا الغرض منها، أما ما يزعمه الزاعمون من تنوير المجتمع ونشر الوعي فهذا ليس من شأني لأن من يحمل مثل هذه الأهداف هم الرسل والوعاظ والدعاة وقادة التنوير وأنا لست منهم.
** لماذا لا يزال (التنويريون) السعوديون منبهرين بالحضارة الغربية ويصرون على جعل المجتمع السعودي نسخة منها.. دون وجود مشروع حضاري تنويري خاص بهم يتوافق مع خصائصهم و معطياتهم الثقافية والاجتماعية؟
أتحفظ كثيراً على كلمة التنويريين.. فلقد أثبتت الأيام أن المثقفين والتنويريين والمؤدلجين السعوديين هم اجهل الناس، فكل صاحب ترسانة يحرص على الدفاع عن ترسانته وهو مستلب بوجه من الوجوه، ومع الأسف أن كل أطروحات المؤدلجين هي مقاولات ونقاشات يدور حولها بمفرده، في حين أن المجتمع عقد عزمه وسبيله ويفكر بطريقته صارفاً النظر عن كل التيارات الثقافية المختلفة، فمثلاً منذ 100 عام تقريباً كان هناك من يطالب بتحرير المرأة وهناك من يدعوها للحجاب والستر من خلال ارتداء العباءة الفضفاضة، ولكن المرأة كانت أذكى منهم فأصبحت تتعامل مع الواقع والتاجر فلم تنزع عباءتها بناء على طلب راغبي التحرر، ولم تلبس العباءة الفضفاضة لتلبي نداء المتشددين بل ارتدت العباءة المزركشة التي تناسب رغباتها وأصبحت العباءة فستانا جديدا لها. مثال آخر السينما هنا من يطالب بها وهناك من يرفض قبولها ولكن المجتمع تجاهل الكل ويتعامل مع أفلام dvd والقنوات الفضائية المتخصصة في بث الأفلام ويشاهدها بحب كبير. مثال ثالث دعاة قيادة المرأة للسيارة يريدونها أن تقود والمتشددون يطالبون بعدم تمكينها من ذلك، إلا أن المرأة أخذت الأمور بفطرتها وأحضرت سائقا (مطنشة) كلا الرأيين.
** من هم الذين نشروا (جنون الارتياب) في مفاصل المجتمع؟
هؤلاء هم (مطلقات الإرهاب) الذين اشتركوا في الإرهاب بأجسامهم ثم تراجعوا، وكذلك رجيع الصحوة وغيرهم.. والمطلقات أقصد بهم أولئك القوم الذين كانوا متطرفين في مرحلة ما وتراجعوا ثم انتقلوا من النقيض إلى النقيض، وابرز ما يميزهم حالياً الظهور في الإعلام، وتعاطيهم مع (الملذات) بشكل بدوي وحشي وكل همهم الآن تحريض الناس على أصدقاء الأمس، أما رجيع الصحوة فهؤلاء قوم كانوا يعيشون في الظلمات ويحرضون على الإرهاب دون الاشتراك فيه، لكنهم استيقظوا بعد أحداث 11سبتمبر ووجدوا أنهم في ظلال مبين وأصبحوا الآن يتسابقون على خلع الأقنعة ويتنافسون في تذويب مفاهيم الدين حتى أصبح ما كان بالأمس من اشد المحرمات اليوم هو من ألذ المباحات.
** في سوق الأسهم .. من أضاع الفرص الاستثمارية الثمينة على المواطنين ؟
الجهل.
** شبهت المرأة السعودية بالبقرة .. مما أثار الكثير من ردود الفعل النسائية ووصفتك بعض الكاتبات بـ (صاحب كلام فاضي يجلب الضحك)، وبأنك (عرفج التراكمات) وغيرها من النعوت، هل ستعتذر للنساء السعوديات أم ماذا؟
نعم لقد اعتذرت للبقر وأكرر اعتذاري عن تشبيههن بالسعوديات لأنهن من قمن بالاحتجاج عليّ نظرا لان البقر (صفراء تسر الناظرين) بينما المرأة السعودية تمثلهن المرأة العجوز امرأة لوط (عجوز في الغابرين)، فالبقر في واقع الأمر كائن منتج ومفيد ويعطي أكثر مما يأخذ بينما المرأة السعودية في أغلب شأنها تدور حول الأكل والثرثرة ودورات المياه، هذا المثلث الذي أنهك قواها عن العمل والإنتاج والعطاء وجعلها تشبه البقر مع الاعتذار للبقر مرة أخرى.
** على الرغم من تخصصك في اللغة العربية إلا انك تخوض في أمور فقهية كثيرة وتتعمق فيها بل وتذهب بعيداً في تحليلاتك، مثل قولك بأن إغلاق المحلات للصلاة بدعة.. ما سبب دخولك في مثل هذه القضايا الجدلية؟
دائماً ما يلجم المرء بالتخصص، وهذا أصبح سوط يضربه به كل من يحاول أن يوسع نصاً أو يزحزح مفهوماً أو يخلخل فكرة خاطئة، فمثلاً لو رجعت لأدبيات الحجاز قبل 1970م و أنا أدركت هذا الأمر في طفولتي في (المدينة المنيرة) مدينة الرسول تجد أن المحلات لا تقفل للصلاة وأن هناك نوعان من الصلاة الأولى تسمى صلاة العّمان وهي جمع عم أي أصحاب المحلات يصلون ثم يرجعون للدكاكين التي لم تغلق لأن فيها الصبيان (العمال) الذين بعد ذلك يذهبون للصلاة وتسمى صلاتهم صلاة الصبيان.. ولو رجعت لأقرب نص قرآني ستجد أن الأمر كان بترك البيع خاصاً بصلاة الجمعة (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللَّه و ذرو البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون). وهذا الموضوع تعرض له باحثون كثر لعل من أبرزهم الباحث السعودي عبد الله العلويط الذي أثبت أن إغلاق المحلات وقت الصلاة بدعة لأنها لم تكن على أيام الرسول. ثم انظر إلى كل أنحاء العالم الإسلامي ستجد المحلات لا تغلق إلا يوم الجمعة ولن يكونوا هم خطأ ونحن على صواب إلا إذا كان الإسلام خاص بالسعوديين.
** لماذا لا تزال صادراتنا الفضائية لاعب كرة قدم وداعيةً دينياً وفناناً.. أين المفكر السياسي المتمكن والمحلل الاقتصادي الجاد والمصلح الاجتماعي مستنير؟
لعلي أتحفظ على الثاني .. أما الأول فهذه مواهب ربانية ففي المملكة هناك عشرة آلاف لاعب لكن لدينا فقط لاعب واحد يسمى محمد نور، وهناك ألف ناعق وناعق لكن لدينا فقط محمد عبده، أما الدعوة فقط أصبحت (شغلة) من لا شغل له، وعموماً المفكر قد يكون لاعب كرة قدم فهي فكر، والمغني يحمل رسالة وفكراً.. وصدقني ما قدمه محمد عبده للمملكة لم تستطع أن تقوم به وزارة الثقافة والإعلام.
** إلى أي مدى نستطيع التعامل اجتماعياً مع (ثقافة القبائل) المتنامية؟
لا يتفاخر بالقبائل إلا المجتمعات المفلسة من أي إنتاج، والمرء يحب الفخر بأي شيء، ونظراً لأن العرب لا يملكون لا الثرثرة والكلام وعادوا للجاهلية الأولى على الرغم من أنهم أكثر الناس تشدقاً بتعاليم الإسلام السمحة متجاهلين قول المصطفي صلى الله عليه وسلم (دعوها فأنها منتنة).. وأتحداك أن تجد يابانياً يفتخر بانتمائه لقبيلة (يوكويتاما) أو من قبيلة (تشين تشون تشين) البائدة، ولكن ستجد آلاف اليابانيين يفتخرون أنهم من قبيلة (شركة سوني) وآخرون يفتخرون أنهم من قبيلة (شركة جنرال الكتريك) وغيرهم يعتز أنه من (الحمايل) الصناعية الكبيرة في اليابان (التي عليها العلم) مثل حمولة (بناسونيك). وصدقني الآن نحن أمام البدو الجدد حيث اثبت القرن الحالي أنه قرن الشركات وقبائلها الكبيرة، بل أصبح المرء لا يُعرف بوطنه أو جنسيته بل بصنعته ومهنته وشركته، وهذا الفكر وأعني به فكر القبائل الصناعية هو فكر عربي أصيل، خذ مثلاً عائلات عربية وسعودية تفتخر بمهنتها وسُميت على صنعتها التي تتقنها كعائلة القطان، والنجار، والحداد، والخشاب، والسماك، والصباغ، والقزار، والخياط، والجبان، والقهوجي، والحلواني.. إلى آخر القبائل المليئة بالعزة والفخر التي (تقود الوجه وترفع الرأس)، وهنا لا أقول إلا ارفع رأسك أنت (توشيبي) إي من قبيلة شركة توشيبا اليابانية العريقة، وأود أن أشير إلى مقال جميل كتبه المفكر عبد الوهاب المسيري - رحمه الله - بعنوان القبائل الصناعية وروابط النسب الجديدة في اليابان.
** لماذا تنحاز دائماً ضد أصحاب (الدراهم) وتنتقد رجال الأعمال..ألكي تحصل منهم على هدايا وعطايا دسمة يقدموها ليتقوا بها شر قلمك ؟
أبدا ليس صحيحاً بل أنا أحبهم ولست منهم على كل حال.. والحقيقة أنا أنتقدهم لعلي أنال بهم شفاعة أو ينتابني شيء من الجوار، وأنا أتعاطف مع الفقراء وأحب الأغنياء لأن مساحة الكره عندي محدودة جداً .. فلا تتجاوز كرهي للوقوف في طابور الخباز أو عندما تطلب مني الوالدة أن أعبئ لها براميل الغاز.
** استعراض بعض الكتاب الصحفيين وبحثهم الدائم عما يثير الجدل..إلى أي مدى يمكن أن يدخل ضمن دائرة السعي نحو مزيد من الشهرة؟
إذا بحث الكاتب عن الشهرة فهو ابسط حقه من حقوقه، لماذا نلومه على حب الشهرة في حين نتجاهل عن (سراق) المال العام والمتاجرين بدينهم من مشايخ الصحوة الذي أصبحوا كبني إسرائيل مع الربا يحللوه عاماً ويحرمونه عاماً آخر. والشهرة في رأيي كما يقول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عن الموت: (اطلب الموت توهب لك الحياة)، والشهرة كذلك كل من يطلبها يفشل فيها، ومن يزهدها يناله خيرها الكثير، خذ مثلاً واضحاً حاتم الطائي الذي ملأ الأفق بشهرته كان يفعل هذا من مروءته وليس طلباً للشهرة، ودعني أذكرك بأديبنا الحجازي الكبير محمد حسين زيدان الذي قال ذات مرة : (المجتمع السعودي دفان يدفن الناس والمروءات بسرعة)، لذا من حق عامل المعرفة أو المنُتج الثقافي أن يحفر اسمه في ذاكرة المتلقي أو على الأقل يحجز مقعداً على طريقة الخطوط الجوية السعودية التي تحجز ولا يتأكد حجزك إلا بعد حين من الدهر.
** ما هي خلطتك السرية التي تعتمد عليها في مقالاتك ؟
من السذاجة أن أبوح بخلطتي السرية للمقالات أو بـ(التتبيل) الكتابي الذي أمارسه فأنا مكثت أكثر من (20) عاماً حتى أتعلم مزج هذه الخلطات، لذا فمن أراد الخلطة السرية فليعمل في مصنع الكتابة القاسي وليتصبب عرقاً ومعاناة بعدها سيخرج ولديه مذاق الخلطة وطعم التتبيل الخاص به، ثم هل تعتقد أنني أتعب في صيد غزال في البرية ثم أمنحها لمن هو جالس في مقهى (مدلدل) رجليه يحركها للإمام والخلف فوق المركاز الوثير؟
** ما هي (الطرق) التي تستنفذ كثيراً وقود سيارتك الكتابية ؟
سأتواضع قليلاً وأتكبر كثيراً وأقول لك ليس هناك ما يستنفذ وقودي فلله الحمد أملك قلماً لا يخذلني أبداً كمطر الانجليز لا يتوقف انهماره، أما جفاف الصحاري العربية فقد ودعته منذ زمن بعيد، والكتابة عندي هي نوع من الجمال ومن منا يكره النظر للجمال والجلوس معه والتحاور حوله.
** يقال إنك كاتب مشاكس و (مشكلجي) وطويل لسان، والدليل تنقلك في أكثر من صحيفة ومجلة محلية؟
يطلق عليّ الأصدقاء والأعداء أوصاف كثيرة منها أنني مشاكس ومنها أنني مثير للمشاكل وطويل لسان وغيرها كثير .. لذلك ارتأت صحيفة الاقتصادية قبل 8 سنوات إبعادي عن الكتابة فيها بعد أن كنت اكتب بشكل يومي، ولو تتبعنا الأقاويل الضعيفة لوجدنا من يقول إنني مدعوم، وآخر يرى أنني أبحث عن الشهرة، والثالث يقول أني (منسم)، ورابع يقول هناك من يكتب لي، وفي الحقيقة إنها تصنيفات احترمها، ولكنني لست ملزم بقبول أي منها والموافقة عليه. وبالمناسبة طالما أن المرء يعرض عقله كل يوم للناس عبر إطلالة كتابية فمن حقهم أن يصنفوه كما يشاءون لذلك بيني وبين القراء عهدٌ أن يحترم كل منا الآخر ونتواصى بالصبر وليرحم بعضنا بعضا في الاختلاف .
** يقول الخبر : (أن ( 1667 أمياً سعودياً يعملون في وظيفتي مدير ومدير عام) في الأجهزة الحكومية، والسؤال هو : ألهذا السبب الإدارة (عندنا رايحه فيها)؟.
لا أحب أن أعطي المتعلمين ذلك القدر الذي يوحي بأنهم أفضل من العوام فالفرق وفق لمخرجات التعليم عندنا لا يبدو كبيراً بين الجاهل والمتعلم إلا أن الأول لا يفك الحرف والثاني معه مفتاح عشرة ليفكه، ولكن هل العبرة في فك الحرف أم في فهمه؟ لقد أدركت عواماًُ من اذكي وأفضل خلق الله، ثم لماذا نذهب بعيداً فثلاثة أرباع الأثرياء السعودية يملكون فكراً سليماً ووعياً مستقيماً وهم لا يفكون الحرف. لذلك قد أقبل أن الأمية سبب في الترهل الإداري، ولكن أين أولئك المسئولون الذين تخرجوا من ارقي الجامعات العالمية ومع ذلك مخرجاتهم الإدارية في أسفل الأسفلين لا يمكن أن أقبلها أبداً.
** الصحافة السعودية أصبحت (بزنس)- هكذا يقال- ما رأيك؟
بالتأكيد هذا الكلام يوجع القلب فعندما تقرأ الكتاب الجيد للكاتب (نعيمان عثمان) تحت عنوان (بؤس الصحافة ومجد الصحفيين) تقنع أن أهل الصحافة أثروا منها ولكنهم أفلسوها وجعلوها في أدنى درجة من سلم المصداقية .. وخذ مثلاً شخصاً كطارق الحميد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، ماذا قدم للصحيفة؟ وماذا اخذ منها؟ لقد أضعفها إلى درجة لا تُقبل فلا نرى حوارات الشرق الأوسط المميزة ولا غيرها من فنون الصحافة التي كانت تتميز بها، وهذا مثال صارخ على من استفاد من الصحافة وأفقرها والشواهد كثيرة على خير الثروة التي نالها بعض الصحافيين من الصحافة على حساب بؤسها وتواضع مصداقيتها.
** يمنعون الأرامل والمطلقات والبائسات من العمل الشريف في الأسواق فيبعن المناديل وقناني المياه وأشياء أخرى عند إشارات المرور .. كيف نفهم هذا التناقض ؟
من حق كل مواطن الحصول على عمل شريف أو أن تهيأ له الأسباب لكي يكتسب لقمة حلال على هذه الأرض الطيبة المعطاة المباركة التي شمل خيرها البعيد قبل القريب، ولكن أحيانا تقصر بعض الجهات في أداء عملها وكم أشعر بالحزن عندما أرى امرأة مسنة تبيع الماء في حر الظهيرة عند إشارات المرور واكبر فيها هذا الكفاح للحصول على اللقمة الحلال ولعل القائمين على مكاتب العمل يحرصون على اخذ هذا الأمر مأخذ الجد من خلال توفير أي عمل لهؤلاء النسوة، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
** يقال إن الفرق بين فريق الإتحاد و الهلال هو كالفرق بين الفقر والغنى.. ما رأيك؟
فريق الاتحاد لا مثيل له على الأقل في نظري والأصل في الإنسان أن يكون مشجعاً اتحادياً تماشياً مع الفطرة السليمة.. مع الاحترام للآراء الأخرى لكني أحب الاتحاد.
** الرجل العربي يحب المال والنساء وكثرة الكلام .. وماذا أيضاً؟
ويحب التفاخر بالآباء البائدين وبالنظر للماضي السحيق والاستهتار بالآخرين.
** ما الذي يحدث في الساحة السعودية حالاً؟
كل شيء من الحديث عن الرئيس الأمريكي اوباما إلى الثرثرة حول الخاسرين في مزايين الإبل مرورا ببرنامج البادية.
** من التيار الذي يحوز الأغلبية في المجتمع؟
التيار الذي يمشى مع سنن الكون.
** قائمة (المداحين) السعوديين تشمل ماذا ؟
والله .. القائمة طويلة طويلة، لكن قائمة (اللامداحين) هي الأقصر.
** إذن حدد لنا قائمة (اللامداحين)؟
هم أولئك النفر من الزاهدين ومن زهدهم في كل شيء.. سأزهد في ذكر أسمائهم.
** وجه رسائلك لهؤلاء:
- الشيخ عبد المحسن العبيكان:رجل حاول الخروج من الدائرة القديمة الضيقة ولكن أصدقاء الأمس وقفوا له بالمرصاد.
- المفكر د. إبراهيم البليهي: هذا رجل يندر أن تجده له مثيل في نظافة اليد وإتقان العمل والمبادرة لكل ما هو وطني وبَناء، وهو مفكر ناصع الفكر أصيل البرهان تختلف معه في جزئيات بسيطة لكنه يتحول إلى احترام وإكبار، ولو أن وزارة التربية والتعليم تبنت بعض المناهج التي يطبقها البليهي في منتوجاته الثقافية لكان حال مخرجات التعليم لدينا أفضل من ما هي عليه.
- تركي السديري، رئيس تحرير صحيفة الرياض:أتمنى أن يعتذر عن منصب رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، وأن يعتذر عن رئاسة تحرير الرياض ويعطى الفرصة لغيره لان ما قدمه يكفيه رصيداً ونجاحاً.
- الشيخ عادل الكلباني: هو شيخ مجتهد وفقه الله للصواب، وابعد عنه أهل الإرهاب و(الهباب).
- محمد التونسي، رئيس تحرير صحيفة عكاظ:لقد سمعت بأذني السيد هشام علي حافظ مؤسس الشركة السعودية للأبحاث والتسويق يقول: التونسي أفضل رئيس تحرير مر على الشركة.
- الشيخ محمد العريفي: هذا هو (صلاح الدين العريفي) يريد أن يلعب اللعبة الإعلامية لكنه يرفض قانونها الذي لا يعترف باللحوم المسمومة.
- جمال خاشقجي، رئيس تحرير صحيفة الوطن سابقاً:رغم أن التجارب داهمته من كل جهة إلا أنه قليل الاستفادة منها .
- الشيخ يوسف الأحمد: هو رجل شكلته الظروف بهذا الشكل ، فمن نلوم الرجل أم الظروف؟.
** ماذا منحك ثناء وزير الثقافة والإعلام على مقالك الذي كتبته عن (الحيوان)؟
عندما يثني وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجه وهو الشاعر ومرهف الحس على مقالي الذي كتبته عن الحيوان فهذه شهادة اعتز بها، والفضل بعد الله لهذا التخصص الذي امتهنه و الدفاع عن الحيوان والتحاور معه لأنه أرحب صدر وأكثر حكمة من غيره من الكائنات.
** كنت أول من تنبأ بتأثير الصحافة الإلكترونية.. الآن كيف ترى ذلك التأثير؟
نعم كنت أول من تنبأ بتأثير الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية حين كتبت عنها عام 1999م مقالاً بعنوان (اللهم كثّر العثمانيين بيننا) وكان حول تجربة عثمان العمير في صحيفة إيلاف، كما كتبت وطالبت وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة - غداة تعيينه- بفتح حوار مع أرباب الصحافة الإلكترونية والقائمين عليها، لإيماني بأن المستقبل للإلكترونية لأنها أقرب إلى روح العصر وعقلية النشر وهناك رصد مئات الحالات التي شكلت فيها الصحافة الورقية عالة على ابنة عمها الإلكترونية، فمعادلة النشر الإلكتروني قلبت سنن الكون التي تفترض أن الأصغر يجب أن يتبع الأكبر، كما شجعت أصحاب النشر الإلكتروني على التمرد على عواجيز الصحافة الورقية حين اختطوا لهم مدرسة خاصة بهم بلغت حد الإبهار لدرجة أنها دفعت أصحاب الصحف الورقية إلى تقليدها، والمعركة التي نشهدها في هذه الأيام بين الصحافة الالكترونية والورقية تشير إلى تفوق الصحافة الإلكترونية وتخوف الصحافة الورقية.
http://www.anaween.com/sectionnewsdetail.aspx?id=11975
صرحت في أكثر من مكان أنني أكتب لسببين: أولاً لكي تظهر صورتي في الصحف لتراها أمي فتفرح، ثانياً لذات المردود المالي الذي يعينني على المسيرة في الحياة ويحفظ ماء وجهي من تسول الشرهات أو إستجاد العطايا أو التحايل للحصول على منحة من هنا أو من هناك، هذه بصراحة أهدافي من الكتابة وهذا الغرض منها، أما ما يزعمه الزاعمون من تنوير المجتمع ونشر الوعي فهذا ليس من شأني لأن من يحمل مثل هذه الأهداف هم الرسل والوعاظ والدعاة وقادة التنوير وأنا لست منهم.
** لماذا لا يزال (التنويريون) السعوديون منبهرين بالحضارة الغربية ويصرون على جعل المجتمع السعودي نسخة منها.. دون وجود مشروع حضاري تنويري خاص بهم يتوافق مع خصائصهم و معطياتهم الثقافية والاجتماعية؟
أتحفظ كثيراً على كلمة التنويريين.. فلقد أثبتت الأيام أن المثقفين والتنويريين والمؤدلجين السعوديين هم اجهل الناس، فكل صاحب ترسانة يحرص على الدفاع عن ترسانته وهو مستلب بوجه من الوجوه، ومع الأسف أن كل أطروحات المؤدلجين هي مقاولات ونقاشات يدور حولها بمفرده، في حين أن المجتمع عقد عزمه وسبيله ويفكر بطريقته صارفاً النظر عن كل التيارات الثقافية المختلفة، فمثلاً منذ 100 عام تقريباً كان هناك من يطالب بتحرير المرأة وهناك من يدعوها للحجاب والستر من خلال ارتداء العباءة الفضفاضة، ولكن المرأة كانت أذكى منهم فأصبحت تتعامل مع الواقع والتاجر فلم تنزع عباءتها بناء على طلب راغبي التحرر، ولم تلبس العباءة الفضفاضة لتلبي نداء المتشددين بل ارتدت العباءة المزركشة التي تناسب رغباتها وأصبحت العباءة فستانا جديدا لها. مثال آخر السينما هنا من يطالب بها وهناك من يرفض قبولها ولكن المجتمع تجاهل الكل ويتعامل مع أفلام dvd والقنوات الفضائية المتخصصة في بث الأفلام ويشاهدها بحب كبير. مثال ثالث دعاة قيادة المرأة للسيارة يريدونها أن تقود والمتشددون يطالبون بعدم تمكينها من ذلك، إلا أن المرأة أخذت الأمور بفطرتها وأحضرت سائقا (مطنشة) كلا الرأيين.
** من هم الذين نشروا (جنون الارتياب) في مفاصل المجتمع؟
هؤلاء هم (مطلقات الإرهاب) الذين اشتركوا في الإرهاب بأجسامهم ثم تراجعوا، وكذلك رجيع الصحوة وغيرهم.. والمطلقات أقصد بهم أولئك القوم الذين كانوا متطرفين في مرحلة ما وتراجعوا ثم انتقلوا من النقيض إلى النقيض، وابرز ما يميزهم حالياً الظهور في الإعلام، وتعاطيهم مع (الملذات) بشكل بدوي وحشي وكل همهم الآن تحريض الناس على أصدقاء الأمس، أما رجيع الصحوة فهؤلاء قوم كانوا يعيشون في الظلمات ويحرضون على الإرهاب دون الاشتراك فيه، لكنهم استيقظوا بعد أحداث 11سبتمبر ووجدوا أنهم في ظلال مبين وأصبحوا الآن يتسابقون على خلع الأقنعة ويتنافسون في تذويب مفاهيم الدين حتى أصبح ما كان بالأمس من اشد المحرمات اليوم هو من ألذ المباحات.
** في سوق الأسهم .. من أضاع الفرص الاستثمارية الثمينة على المواطنين ؟
الجهل.
** شبهت المرأة السعودية بالبقرة .. مما أثار الكثير من ردود الفعل النسائية ووصفتك بعض الكاتبات بـ (صاحب كلام فاضي يجلب الضحك)، وبأنك (عرفج التراكمات) وغيرها من النعوت، هل ستعتذر للنساء السعوديات أم ماذا؟
نعم لقد اعتذرت للبقر وأكرر اعتذاري عن تشبيههن بالسعوديات لأنهن من قمن بالاحتجاج عليّ نظرا لان البقر (صفراء تسر الناظرين) بينما المرأة السعودية تمثلهن المرأة العجوز امرأة لوط (عجوز في الغابرين)، فالبقر في واقع الأمر كائن منتج ومفيد ويعطي أكثر مما يأخذ بينما المرأة السعودية في أغلب شأنها تدور حول الأكل والثرثرة ودورات المياه، هذا المثلث الذي أنهك قواها عن العمل والإنتاج والعطاء وجعلها تشبه البقر مع الاعتذار للبقر مرة أخرى.
** على الرغم من تخصصك في اللغة العربية إلا انك تخوض في أمور فقهية كثيرة وتتعمق فيها بل وتذهب بعيداً في تحليلاتك، مثل قولك بأن إغلاق المحلات للصلاة بدعة.. ما سبب دخولك في مثل هذه القضايا الجدلية؟
دائماً ما يلجم المرء بالتخصص، وهذا أصبح سوط يضربه به كل من يحاول أن يوسع نصاً أو يزحزح مفهوماً أو يخلخل فكرة خاطئة، فمثلاً لو رجعت لأدبيات الحجاز قبل 1970م و أنا أدركت هذا الأمر في طفولتي في (المدينة المنيرة) مدينة الرسول تجد أن المحلات لا تقفل للصلاة وأن هناك نوعان من الصلاة الأولى تسمى صلاة العّمان وهي جمع عم أي أصحاب المحلات يصلون ثم يرجعون للدكاكين التي لم تغلق لأن فيها الصبيان (العمال) الذين بعد ذلك يذهبون للصلاة وتسمى صلاتهم صلاة الصبيان.. ولو رجعت لأقرب نص قرآني ستجد أن الأمر كان بترك البيع خاصاً بصلاة الجمعة (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللَّه و ذرو البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون). وهذا الموضوع تعرض له باحثون كثر لعل من أبرزهم الباحث السعودي عبد الله العلويط الذي أثبت أن إغلاق المحلات وقت الصلاة بدعة لأنها لم تكن على أيام الرسول. ثم انظر إلى كل أنحاء العالم الإسلامي ستجد المحلات لا تغلق إلا يوم الجمعة ولن يكونوا هم خطأ ونحن على صواب إلا إذا كان الإسلام خاص بالسعوديين.
** لماذا لا تزال صادراتنا الفضائية لاعب كرة قدم وداعيةً دينياً وفناناً.. أين المفكر السياسي المتمكن والمحلل الاقتصادي الجاد والمصلح الاجتماعي مستنير؟
لعلي أتحفظ على الثاني .. أما الأول فهذه مواهب ربانية ففي المملكة هناك عشرة آلاف لاعب لكن لدينا فقط لاعب واحد يسمى محمد نور، وهناك ألف ناعق وناعق لكن لدينا فقط محمد عبده، أما الدعوة فقط أصبحت (شغلة) من لا شغل له، وعموماً المفكر قد يكون لاعب كرة قدم فهي فكر، والمغني يحمل رسالة وفكراً.. وصدقني ما قدمه محمد عبده للمملكة لم تستطع أن تقوم به وزارة الثقافة والإعلام.
** إلى أي مدى نستطيع التعامل اجتماعياً مع (ثقافة القبائل) المتنامية؟
لا يتفاخر بالقبائل إلا المجتمعات المفلسة من أي إنتاج، والمرء يحب الفخر بأي شيء، ونظراً لأن العرب لا يملكون لا الثرثرة والكلام وعادوا للجاهلية الأولى على الرغم من أنهم أكثر الناس تشدقاً بتعاليم الإسلام السمحة متجاهلين قول المصطفي صلى الله عليه وسلم (دعوها فأنها منتنة).. وأتحداك أن تجد يابانياً يفتخر بانتمائه لقبيلة (يوكويتاما) أو من قبيلة (تشين تشون تشين) البائدة، ولكن ستجد آلاف اليابانيين يفتخرون أنهم من قبيلة (شركة سوني) وآخرون يفتخرون أنهم من قبيلة (شركة جنرال الكتريك) وغيرهم يعتز أنه من (الحمايل) الصناعية الكبيرة في اليابان (التي عليها العلم) مثل حمولة (بناسونيك). وصدقني الآن نحن أمام البدو الجدد حيث اثبت القرن الحالي أنه قرن الشركات وقبائلها الكبيرة، بل أصبح المرء لا يُعرف بوطنه أو جنسيته بل بصنعته ومهنته وشركته، وهذا الفكر وأعني به فكر القبائل الصناعية هو فكر عربي أصيل، خذ مثلاً عائلات عربية وسعودية تفتخر بمهنتها وسُميت على صنعتها التي تتقنها كعائلة القطان، والنجار، والحداد، والخشاب، والسماك، والصباغ، والقزار، والخياط، والجبان، والقهوجي، والحلواني.. إلى آخر القبائل المليئة بالعزة والفخر التي (تقود الوجه وترفع الرأس)، وهنا لا أقول إلا ارفع رأسك أنت (توشيبي) إي من قبيلة شركة توشيبا اليابانية العريقة، وأود أن أشير إلى مقال جميل كتبه المفكر عبد الوهاب المسيري - رحمه الله - بعنوان القبائل الصناعية وروابط النسب الجديدة في اليابان.
** لماذا تنحاز دائماً ضد أصحاب (الدراهم) وتنتقد رجال الأعمال..ألكي تحصل منهم على هدايا وعطايا دسمة يقدموها ليتقوا بها شر قلمك ؟
أبدا ليس صحيحاً بل أنا أحبهم ولست منهم على كل حال.. والحقيقة أنا أنتقدهم لعلي أنال بهم شفاعة أو ينتابني شيء من الجوار، وأنا أتعاطف مع الفقراء وأحب الأغنياء لأن مساحة الكره عندي محدودة جداً .. فلا تتجاوز كرهي للوقوف في طابور الخباز أو عندما تطلب مني الوالدة أن أعبئ لها براميل الغاز.
** استعراض بعض الكتاب الصحفيين وبحثهم الدائم عما يثير الجدل..إلى أي مدى يمكن أن يدخل ضمن دائرة السعي نحو مزيد من الشهرة؟
إذا بحث الكاتب عن الشهرة فهو ابسط حقه من حقوقه، لماذا نلومه على حب الشهرة في حين نتجاهل عن (سراق) المال العام والمتاجرين بدينهم من مشايخ الصحوة الذي أصبحوا كبني إسرائيل مع الربا يحللوه عاماً ويحرمونه عاماً آخر. والشهرة في رأيي كما يقول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- عن الموت: (اطلب الموت توهب لك الحياة)، والشهرة كذلك كل من يطلبها يفشل فيها، ومن يزهدها يناله خيرها الكثير، خذ مثلاً واضحاً حاتم الطائي الذي ملأ الأفق بشهرته كان يفعل هذا من مروءته وليس طلباً للشهرة، ودعني أذكرك بأديبنا الحجازي الكبير محمد حسين زيدان الذي قال ذات مرة : (المجتمع السعودي دفان يدفن الناس والمروءات بسرعة)، لذا من حق عامل المعرفة أو المنُتج الثقافي أن يحفر اسمه في ذاكرة المتلقي أو على الأقل يحجز مقعداً على طريقة الخطوط الجوية السعودية التي تحجز ولا يتأكد حجزك إلا بعد حين من الدهر.
** ما هي خلطتك السرية التي تعتمد عليها في مقالاتك ؟
من السذاجة أن أبوح بخلطتي السرية للمقالات أو بـ(التتبيل) الكتابي الذي أمارسه فأنا مكثت أكثر من (20) عاماً حتى أتعلم مزج هذه الخلطات، لذا فمن أراد الخلطة السرية فليعمل في مصنع الكتابة القاسي وليتصبب عرقاً ومعاناة بعدها سيخرج ولديه مذاق الخلطة وطعم التتبيل الخاص به، ثم هل تعتقد أنني أتعب في صيد غزال في البرية ثم أمنحها لمن هو جالس في مقهى (مدلدل) رجليه يحركها للإمام والخلف فوق المركاز الوثير؟
** ما هي (الطرق) التي تستنفذ كثيراً وقود سيارتك الكتابية ؟
سأتواضع قليلاً وأتكبر كثيراً وأقول لك ليس هناك ما يستنفذ وقودي فلله الحمد أملك قلماً لا يخذلني أبداً كمطر الانجليز لا يتوقف انهماره، أما جفاف الصحاري العربية فقد ودعته منذ زمن بعيد، والكتابة عندي هي نوع من الجمال ومن منا يكره النظر للجمال والجلوس معه والتحاور حوله.
** يقال إنك كاتب مشاكس و (مشكلجي) وطويل لسان، والدليل تنقلك في أكثر من صحيفة ومجلة محلية؟
يطلق عليّ الأصدقاء والأعداء أوصاف كثيرة منها أنني مشاكس ومنها أنني مثير للمشاكل وطويل لسان وغيرها كثير .. لذلك ارتأت صحيفة الاقتصادية قبل 8 سنوات إبعادي عن الكتابة فيها بعد أن كنت اكتب بشكل يومي، ولو تتبعنا الأقاويل الضعيفة لوجدنا من يقول إنني مدعوم، وآخر يرى أنني أبحث عن الشهرة، والثالث يقول أني (منسم)، ورابع يقول هناك من يكتب لي، وفي الحقيقة إنها تصنيفات احترمها، ولكنني لست ملزم بقبول أي منها والموافقة عليه. وبالمناسبة طالما أن المرء يعرض عقله كل يوم للناس عبر إطلالة كتابية فمن حقهم أن يصنفوه كما يشاءون لذلك بيني وبين القراء عهدٌ أن يحترم كل منا الآخر ونتواصى بالصبر وليرحم بعضنا بعضا في الاختلاف .
** يقول الخبر : (أن ( 1667 أمياً سعودياً يعملون في وظيفتي مدير ومدير عام) في الأجهزة الحكومية، والسؤال هو : ألهذا السبب الإدارة (عندنا رايحه فيها)؟.
لا أحب أن أعطي المتعلمين ذلك القدر الذي يوحي بأنهم أفضل من العوام فالفرق وفق لمخرجات التعليم عندنا لا يبدو كبيراً بين الجاهل والمتعلم إلا أن الأول لا يفك الحرف والثاني معه مفتاح عشرة ليفكه، ولكن هل العبرة في فك الحرف أم في فهمه؟ لقد أدركت عواماًُ من اذكي وأفضل خلق الله، ثم لماذا نذهب بعيداً فثلاثة أرباع الأثرياء السعودية يملكون فكراً سليماً ووعياً مستقيماً وهم لا يفكون الحرف. لذلك قد أقبل أن الأمية سبب في الترهل الإداري، ولكن أين أولئك المسئولون الذين تخرجوا من ارقي الجامعات العالمية ومع ذلك مخرجاتهم الإدارية في أسفل الأسفلين لا يمكن أن أقبلها أبداً.
** الصحافة السعودية أصبحت (بزنس)- هكذا يقال- ما رأيك؟
بالتأكيد هذا الكلام يوجع القلب فعندما تقرأ الكتاب الجيد للكاتب (نعيمان عثمان) تحت عنوان (بؤس الصحافة ومجد الصحفيين) تقنع أن أهل الصحافة أثروا منها ولكنهم أفلسوها وجعلوها في أدنى درجة من سلم المصداقية .. وخذ مثلاً شخصاً كطارق الحميد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، ماذا قدم للصحيفة؟ وماذا اخذ منها؟ لقد أضعفها إلى درجة لا تُقبل فلا نرى حوارات الشرق الأوسط المميزة ولا غيرها من فنون الصحافة التي كانت تتميز بها، وهذا مثال صارخ على من استفاد من الصحافة وأفقرها والشواهد كثيرة على خير الثروة التي نالها بعض الصحافيين من الصحافة على حساب بؤسها وتواضع مصداقيتها.
** يمنعون الأرامل والمطلقات والبائسات من العمل الشريف في الأسواق فيبعن المناديل وقناني المياه وأشياء أخرى عند إشارات المرور .. كيف نفهم هذا التناقض ؟
من حق كل مواطن الحصول على عمل شريف أو أن تهيأ له الأسباب لكي يكتسب لقمة حلال على هذه الأرض الطيبة المعطاة المباركة التي شمل خيرها البعيد قبل القريب، ولكن أحيانا تقصر بعض الجهات في أداء عملها وكم أشعر بالحزن عندما أرى امرأة مسنة تبيع الماء في حر الظهيرة عند إشارات المرور واكبر فيها هذا الكفاح للحصول على اللقمة الحلال ولعل القائمين على مكاتب العمل يحرصون على اخذ هذا الأمر مأخذ الجد من خلال توفير أي عمل لهؤلاء النسوة، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
** يقال إن الفرق بين فريق الإتحاد و الهلال هو كالفرق بين الفقر والغنى.. ما رأيك؟
فريق الاتحاد لا مثيل له على الأقل في نظري والأصل في الإنسان أن يكون مشجعاً اتحادياً تماشياً مع الفطرة السليمة.. مع الاحترام للآراء الأخرى لكني أحب الاتحاد.
** الرجل العربي يحب المال والنساء وكثرة الكلام .. وماذا أيضاً؟
ويحب التفاخر بالآباء البائدين وبالنظر للماضي السحيق والاستهتار بالآخرين.
** ما الذي يحدث في الساحة السعودية حالاً؟
كل شيء من الحديث عن الرئيس الأمريكي اوباما إلى الثرثرة حول الخاسرين في مزايين الإبل مرورا ببرنامج البادية.
** من التيار الذي يحوز الأغلبية في المجتمع؟
التيار الذي يمشى مع سنن الكون.
** قائمة (المداحين) السعوديين تشمل ماذا ؟
والله .. القائمة طويلة طويلة، لكن قائمة (اللامداحين) هي الأقصر.
** إذن حدد لنا قائمة (اللامداحين)؟
هم أولئك النفر من الزاهدين ومن زهدهم في كل شيء.. سأزهد في ذكر أسمائهم.
** وجه رسائلك لهؤلاء:
- الشيخ عبد المحسن العبيكان:رجل حاول الخروج من الدائرة القديمة الضيقة ولكن أصدقاء الأمس وقفوا له بالمرصاد.
- المفكر د. إبراهيم البليهي: هذا رجل يندر أن تجده له مثيل في نظافة اليد وإتقان العمل والمبادرة لكل ما هو وطني وبَناء، وهو مفكر ناصع الفكر أصيل البرهان تختلف معه في جزئيات بسيطة لكنه يتحول إلى احترام وإكبار، ولو أن وزارة التربية والتعليم تبنت بعض المناهج التي يطبقها البليهي في منتوجاته الثقافية لكان حال مخرجات التعليم لدينا أفضل من ما هي عليه.
- تركي السديري، رئيس تحرير صحيفة الرياض:أتمنى أن يعتذر عن منصب رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، وأن يعتذر عن رئاسة تحرير الرياض ويعطى الفرصة لغيره لان ما قدمه يكفيه رصيداً ونجاحاً.
- الشيخ عادل الكلباني: هو شيخ مجتهد وفقه الله للصواب، وابعد عنه أهل الإرهاب و(الهباب).
- محمد التونسي، رئيس تحرير صحيفة عكاظ:لقد سمعت بأذني السيد هشام علي حافظ مؤسس الشركة السعودية للأبحاث والتسويق يقول: التونسي أفضل رئيس تحرير مر على الشركة.
- الشيخ محمد العريفي: هذا هو (صلاح الدين العريفي) يريد أن يلعب اللعبة الإعلامية لكنه يرفض قانونها الذي لا يعترف باللحوم المسمومة.
- جمال خاشقجي، رئيس تحرير صحيفة الوطن سابقاً:رغم أن التجارب داهمته من كل جهة إلا أنه قليل الاستفادة منها .
- الشيخ يوسف الأحمد: هو رجل شكلته الظروف بهذا الشكل ، فمن نلوم الرجل أم الظروف؟.
** ماذا منحك ثناء وزير الثقافة والإعلام على مقالك الذي كتبته عن (الحيوان)؟
عندما يثني وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجه وهو الشاعر ومرهف الحس على مقالي الذي كتبته عن الحيوان فهذه شهادة اعتز بها، والفضل بعد الله لهذا التخصص الذي امتهنه و الدفاع عن الحيوان والتحاور معه لأنه أرحب صدر وأكثر حكمة من غيره من الكائنات.
** كنت أول من تنبأ بتأثير الصحافة الإلكترونية.. الآن كيف ترى ذلك التأثير؟
نعم كنت أول من تنبأ بتأثير الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية حين كتبت عنها عام 1999م مقالاً بعنوان (اللهم كثّر العثمانيين بيننا) وكان حول تجربة عثمان العمير في صحيفة إيلاف، كما كتبت وطالبت وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة - غداة تعيينه- بفتح حوار مع أرباب الصحافة الإلكترونية والقائمين عليها، لإيماني بأن المستقبل للإلكترونية لأنها أقرب إلى روح العصر وعقلية النشر وهناك رصد مئات الحالات التي شكلت فيها الصحافة الورقية عالة على ابنة عمها الإلكترونية، فمعادلة النشر الإلكتروني قلبت سنن الكون التي تفترض أن الأصغر يجب أن يتبع الأكبر، كما شجعت أصحاب النشر الإلكتروني على التمرد على عواجيز الصحافة الورقية حين اختطوا لهم مدرسة خاصة بهم بلغت حد الإبهار لدرجة أنها دفعت أصحاب الصحف الورقية إلى تقليدها، والمعركة التي نشهدها في هذه الأيام بين الصحافة الالكترونية والورقية تشير إلى تفوق الصحافة الإلكترونية وتخوف الصحافة الورقية.
http://www.anaween.com/sectionnewsdetail.aspx?id=11975
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق