السبت 22/10/2011
أحمد عبد الرحمن العرفج
مِن خِلال الجَلسَات التي تَطفح بِها زَوايا المُدن السّعودية، تَجد المَرء مَا بَين استرَاحة وعَزيمة، وجَلسَة ووَليمة، يَستهلك جُلّ وَقته في الحَديث، وتَجاذُب أطرَاف الكلَام مَع هَذا الشَّخص أو ذَاك، ممَّن يدخل في مَجموع الأنَام..!
ومِن خِلال الخِبرة الطَّويلة التي اكتسبَها المَرء؛ مِن الجَلسَات واللقاءَات، والمُسامرات والاجتمَاعات، وَصل إلى قَناعة مَفادها أنَّ بَعض مُمتلكات المَرء مُهدَّدة بالخطَر، ومُعرَّضة «للنَّتش»، وقَابلة «للَّطش»، وإليكم بَعض الأشيَاء والمُمتلكات التي تُمارس عَليها هَذه الحَركات و»البَهلَلات»، فمَثلاً: تَجلس إلى أحدهم وفي يَدك سبحَة ثَمينة، ومَا أن تَتجاذبا أطرَاف الحَديث، حتَّى تَدخل السّبحة في مَعركة التَّجاذُب، ليَقترب مِنك مُحدّثك ويَقول لَك: كَيف الأخبَار؟! و»هَات الهَرْجَة»، وفي أثنَاء هَذه الجُمل يَمدّ يَده إلى يَدك خلسَة؛ ويَخطف السّبحة، وأنتَ في دَوَّامة الخَجل، لا تَملك إلَّا أن تُطلق السّبحة لتُعطيها الحريّة، فتَنتقل مِن يَدك إلى يَده..!
وفي خَضمِّ «الكَفحَلة»، و»طَقّ الحَنَك» والتَّذمُّر مِن بَعض الخَدمَات، مِثل حجُوزات الخطُوط والغلاء.. وغَيرهما، يَنسى مُحدِّثك نَفسه، ويَستبيح مَا تَبقَّى مِن تَفاصيلك، ليُفاجئك بالسُّؤال عَمَّا إذَا كُنتَ تَعرف أحداً مَا في البلديّة أو في المرور لمُساعدته في إنجَاز مُعاملة مُتعثِّرة، وإن كُنتَ عَلى سجيّتك وذَكرتَ لَه –ببَراءة- اسم شَخصٍ مَا يَستطيع مُساعدته، سيُباغتك بطَلب القَلم الذي في جيبك؛ لتَدوين اسم صَديقك أو قَريبك الموظَّف، ورَقم جوّاله، والقسم الذي يَعمل فيه، والمُسمَّى الوَظيفي، وقَبل أن تَستيقظ مِن هَول المُفاجأة؛ ستَكتشف أنَّ قَلمك الأنيق فَارقك بلا نَظرة ودَاع أخيرَة، ولا يَسْلَم مِن ذَلك إلَّا بَعض الفَهلويين، الذين خَبروا أسَاليب «السَّلتحة»، حيثُ ابتَكروا وَسيلة نَاجعة لاسترجَاع الأقلَام، وهي أن يَحتفظ صَاحب القَلَم بالغطَاء، حتَّى يَعود إلى جيبه سَالماً، إذ أن «المُستلطِخ» لا يَستطيع أن يَضعه في جيبه دُون غطَاء، وإلَّا سَال الحبر مُخلفاً بُقعة لا تَستطيع أعتَى مَساحيق التَّنظيف إزَالتها، ليُفتضح أمر السَّرقة أمَام العِيَان..!
وإذَا كُنتَ –لا سَمح الله- ممَّن ابتَلاهم الله بآفة التَّدخين، فكُن عَلى حَذَر مِن فُقدان الولَّاعة –أو القَدَّاحة عَلى رَأي الفَصحويين-، وأعرف أحد الأصدقَاء لَديه عَشرات الولَّاعات، وحين سَألته مِن أين لَك هَذا؟ قَال: بَارك الله لي ولَك في السَّلتحة..!
وآخر اخترَاعات السَّلتحة هي الاعتدَاء عَلى «الكَبَك»، وأتذكَّر أن شَابًّا ظَريفاً احتَال عَليَّ، وأخذ «كَبكي»، مِن خِلال اتّكائه عَلى فِطرتي الدِّينيّة، حِين أورَد لِي فَتوى قَديمة تَقول بتَحريم الكَبَك، وأخذ يُنكر عَليَّ المُنكر، قَائلاً: أعطني «الكَبَك» لأرميه، فاقتنعتُ بالفِكرة وفَعلت مَا طَلَب، ومَا هي إلَّا أيَّام حتَّى رَأيتُ «كَبكي» العَزيز يَلمع في أكمَامه، وهو يَنظر إليَّ وبَراءة الأطفَال في عَينيه..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: أيُّها النَّاس احرصوا عَلى أشيَائكم، وحَافظوا عَلى مُمتلكاتكم، فالأيادي طَويلة، والكثيرون يَتسابقون في مَيدان السَّلتحة واللَّطش، ويَتنافسون في صنَاعة الحِيَل لأخذ الجَميل ممَّا خَفّ حَمله وغَلا ثَمنه، وكُلّ هَذا قَد يَحتمله المَرء، ولَكن مَا لا يَحتمله أحد أن يُحاول أحدهم إقنَاعك بخَلع السَّاعة متكئا على فتوى ، ثُمَّ يَأخذها مِنك، ونَظراً لأنَّ السَّاعات في السّعوديّة بَاهظة الثَّمن، فهو يَبيعها للاستفَادة مِن ثَمنها في شِرَاء تَذكرة سَفر إلى مَكانٍ مَا؛ ليَتسلتَح فيهِ مِن جَديد.. وهَكذا دَواليك..!!!
ومِن خِلال الخِبرة الطَّويلة التي اكتسبَها المَرء؛ مِن الجَلسَات واللقاءَات، والمُسامرات والاجتمَاعات، وَصل إلى قَناعة مَفادها أنَّ بَعض مُمتلكات المَرء مُهدَّدة بالخطَر، ومُعرَّضة «للنَّتش»، وقَابلة «للَّطش»، وإليكم بَعض الأشيَاء والمُمتلكات التي تُمارس عَليها هَذه الحَركات و»البَهلَلات»، فمَثلاً: تَجلس إلى أحدهم وفي يَدك سبحَة ثَمينة، ومَا أن تَتجاذبا أطرَاف الحَديث، حتَّى تَدخل السّبحة في مَعركة التَّجاذُب، ليَقترب مِنك مُحدّثك ويَقول لَك: كَيف الأخبَار؟! و»هَات الهَرْجَة»، وفي أثنَاء هَذه الجُمل يَمدّ يَده إلى يَدك خلسَة؛ ويَخطف السّبحة، وأنتَ في دَوَّامة الخَجل، لا تَملك إلَّا أن تُطلق السّبحة لتُعطيها الحريّة، فتَنتقل مِن يَدك إلى يَده..!
وفي خَضمِّ «الكَفحَلة»، و»طَقّ الحَنَك» والتَّذمُّر مِن بَعض الخَدمَات، مِثل حجُوزات الخطُوط والغلاء.. وغَيرهما، يَنسى مُحدِّثك نَفسه، ويَستبيح مَا تَبقَّى مِن تَفاصيلك، ليُفاجئك بالسُّؤال عَمَّا إذَا كُنتَ تَعرف أحداً مَا في البلديّة أو في المرور لمُساعدته في إنجَاز مُعاملة مُتعثِّرة، وإن كُنتَ عَلى سجيّتك وذَكرتَ لَه –ببَراءة- اسم شَخصٍ مَا يَستطيع مُساعدته، سيُباغتك بطَلب القَلم الذي في جيبك؛ لتَدوين اسم صَديقك أو قَريبك الموظَّف، ورَقم جوّاله، والقسم الذي يَعمل فيه، والمُسمَّى الوَظيفي، وقَبل أن تَستيقظ مِن هَول المُفاجأة؛ ستَكتشف أنَّ قَلمك الأنيق فَارقك بلا نَظرة ودَاع أخيرَة، ولا يَسْلَم مِن ذَلك إلَّا بَعض الفَهلويين، الذين خَبروا أسَاليب «السَّلتحة»، حيثُ ابتَكروا وَسيلة نَاجعة لاسترجَاع الأقلَام، وهي أن يَحتفظ صَاحب القَلَم بالغطَاء، حتَّى يَعود إلى جيبه سَالماً، إذ أن «المُستلطِخ» لا يَستطيع أن يَضعه في جيبه دُون غطَاء، وإلَّا سَال الحبر مُخلفاً بُقعة لا تَستطيع أعتَى مَساحيق التَّنظيف إزَالتها، ليُفتضح أمر السَّرقة أمَام العِيَان..!
وإذَا كُنتَ –لا سَمح الله- ممَّن ابتَلاهم الله بآفة التَّدخين، فكُن عَلى حَذَر مِن فُقدان الولَّاعة –أو القَدَّاحة عَلى رَأي الفَصحويين-، وأعرف أحد الأصدقَاء لَديه عَشرات الولَّاعات، وحين سَألته مِن أين لَك هَذا؟ قَال: بَارك الله لي ولَك في السَّلتحة..!
وآخر اخترَاعات السَّلتحة هي الاعتدَاء عَلى «الكَبَك»، وأتذكَّر أن شَابًّا ظَريفاً احتَال عَليَّ، وأخذ «كَبكي»، مِن خِلال اتّكائه عَلى فِطرتي الدِّينيّة، حِين أورَد لِي فَتوى قَديمة تَقول بتَحريم الكَبَك، وأخذ يُنكر عَليَّ المُنكر، قَائلاً: أعطني «الكَبَك» لأرميه، فاقتنعتُ بالفِكرة وفَعلت مَا طَلَب، ومَا هي إلَّا أيَّام حتَّى رَأيتُ «كَبكي» العَزيز يَلمع في أكمَامه، وهو يَنظر إليَّ وبَراءة الأطفَال في عَينيه..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: أيُّها النَّاس احرصوا عَلى أشيَائكم، وحَافظوا عَلى مُمتلكاتكم، فالأيادي طَويلة، والكثيرون يَتسابقون في مَيدان السَّلتحة واللَّطش، ويَتنافسون في صنَاعة الحِيَل لأخذ الجَميل ممَّا خَفّ حَمله وغَلا ثَمنه، وكُلّ هَذا قَد يَحتمله المَرء، ولَكن مَا لا يَحتمله أحد أن يُحاول أحدهم إقنَاعك بخَلع السَّاعة متكئا على فتوى ، ثُمَّ يَأخذها مِنك، ونَظراً لأنَّ السَّاعات في السّعوديّة بَاهظة الثَّمن، فهو يَبيعها للاستفَادة مِن ثَمنها في شِرَاء تَذكرة سَفر إلى مَكانٍ مَا؛ ليَتسلتَح فيهِ مِن جَديد.. وهَكذا دَواليك..!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق